عندما وصلنا إلى مكان الحدث، خشيت أن أتسابق وحدي وسط ألف امرأة بلا مرافق. و أثناء توقفنا عند خيمة الرسم على الوجوه، جاءتني امرأة بريطانية من أصل باكستاني مع ابنتها، حيتني و دعتني للمشي معها أثناء السباق لنسلي بعضنا البعض. أرسلها الله من السماء! ففاجأتها بابتسامة عريضة و قلت لها بالتأكيد، تعالي لنصور معا. فضحكت معلقة “لقد أصبحنا أصدقاء الآن” ! 😀
سألتها ما الذي دعاك للمشاركة في هذا السباق؟
قالت: ” شقيقتي الصغيرة ، تم تشخيصها مؤخرا بسرطان الثدي و أنا هنا من أجلها ” لكنها زادت على ذلك أثناء السباق فقالت: ” هناك سبب آخر دعاني للمشاركة، إني هنا من أجل أن أثبت لنفسي بأني أستطيع عمل أي شي، و إن نجحت فسأستكمل دراستي، لدي أطفال و مسؤولية عائلية كبيرة و أنا متخوفة من الفشل لو قررت ذلك. “
تبسمت فقلت: “الآن عرفت لماذا أرسلنا الله لبعضنا البعض، فقد جاءني بك ليبدد قلقي من المشي وحيدة و أرسلني إليك لحثك على الدراسة لأني و حسب أقوالك، مررت بتجربة مماثلة و بفضل الله تخرجت في فبراير الماضي”
في هذا السباق، الكل يفوز، الكل يحصل على ميدالية تقديرية، و قبيل وصولي خط النهاية قررت أن أعيش تجربة متسابق حقيقي… ركضت على أصوات تحية الجمهور و تصفيقهم الحار فقمت بتحيتهم و كأني حطمت رقما قياسيا عالميا 😀
هذه اللحظة لا تضاهي لحظة تسلمي الميدالية و منح ابنتاي ميداليتين على حضورهما حيث سألتني إحداهما: ” لماذا منحت أنا أيضا هذه الميدالية ” ؟
أجبت : ” لأنك تتغيرين إلى الأفضل و أصبحت تفضلين الرياضة و الطعام الصحي، يجب أن تفخري بنفسك الآن ” 🙂
فردت و الفرحة تعلوا محياها : ” سوف آخذ ميداليتي إلى المدرسة لأحكي عما حدث اليوم في الفصل “
الخلاصة : إن مردود المشاركة في الأنشطة الخيرية الاجتماعية يتعدى كونه أسلوبا في التعبير عن المسؤولية الاجتماعية عندما تجعله وسيلة تمكن أطفالك من الشعور بفرحة الإنجاز و تثبيت قيمة حياتية ما في أذهانهم.
و بالنهاية لا يسعني سوى التقدم بالشكر الجزيل لمن قام بالتبرع لدعم منظمة أبحاث السرطان إيمانا منهم بأهمية عمل الباحثين الذي ينقذ مئات المصابين بهذا المرض كل يوم بفضل الله و التطور الطبي الذي يشهده العالم في هذا المجال
الأخ مساعد الشطي
الأخت ندى المرشد
الأخت فاطمة المير
الأخت أم شوق
الأخت مها العساكر
و أخيرا زوجي مؤيد
🙂
شكرا لكم جزيلا … شكرا من القلب 🙂
مواضيع ذات صلة
Race for Life 2010 سباق من أجل الحياة
الوعد الخميس 13 مايو 2010 !
اترك تعليقاً