تناولت في موضوع سابق آراء المصورين على تويتر بتطبيق إنستجرام، و توصلنا بالنهاية إلى حقيقة أن لكل شخص استخداماته وأسلوبه الخاص بانستجرام، حر بما يفعل. تبقى لنا حرية القرار في متابعة ما يعجبنا وأن نحترم غيره ممن لا تستهوينا تحديثاته المصورة على هذا التطبيق. لكن ما يحدث الآن عكس ذلك تماما، إذ يقوم البعض بمتابعة الآخرين بغرض إزعاجهم و الاستهزاء و التجريح، إنها رغبة مبطنة في تفريغ العقد النفسية وتوجيه المشاعر السلبية المكبوتة في المكان الخطأ والشخص الخطأ. هناك من لا يعي بأن من وراء تلك الصورة إنسان يختلف باهتماماته وتدينه وبيئته الاجتماعية، ولا يعي كذلك الفارق السني والثقافي عنه. ما أراه على الانستجرام ماهو إلا صورة مصغرة من الواقع.
.
يحب الأغلبية على إنستجرام تدوين يومياتهم بالصورة. ماذا أكل، وكيف قضى وقته، ويشارك الغير بما يثير دهشته. ويحرص المصورين الهواة والمحترفين على استعراض أعمالهم التي التقطوها بواسطة عدسة الآيفون أو من كاميراتهم الاحترافية. هناك من يستمتع بتثويق مظهره ويملك الجرأة في تصوير نفسه بأفضل وأسوأ حالاتها. هؤلاء يتهمهم البعض بالنرجسية والغرور “أو التفلسف الزايد” . الغريب أننا لا نرى أي مشكلة من رؤية الأجنبي يصور نفسه ولا نسيء الظن به ولا نكيل له الاتهامات. فهل عقدة الخواجة الأبيضاني تؤثر على تفسير الصور لدى المستخدم العربي؟ حلال عليهم حرام علينا؟
.
فكر قبل الإقدام على كتابة تعليقاتك الجارحة وإلقاء التهم على الآخرين، أو حتى إسداء النصائح، الحرية تتخطى الحدود عندما تتسبب في إيذاء الآخرين. اترك ما لا يعنيك ولا يعجبك وببساطة إضغط على زر الأنفلو والغي المتابعة.
أترككم الآن مع هذا الخواجة ..