دراسة مصغرة : الرمزية في أعمال شلبي لي آدمز و المصورة تينا بارني
دراسة بحثية مصغرة أجريتها مؤخرا على أعمال المصور شيلبي لي آدمز و المصورة تينا بارني
تخصص كلاهما بتوثيق الحياة الخاصة للأهل و الأصدقاء و المقربين، بارني اهتمت بتوثيق اللحظات العائلية في حياة الأغنياء لانتمائها لهذه الطبقة في المجتمع الأمريكي
بينما شيلبي لي تخصص بتوثيق حياة الفقراء و المنطقة البائسة التي نشأ و ترعرع فيها بتكساس
يتميز أسلوب بارني و شيلبي بمزج البورتريه بالتوثيق العائلي في التصوير
و الفرق أن بارني تخلق ظروفا معينة و توفر بيئة التصوير ثم تنتظر متحينة الفرصة المناسبة لالتقاط الصورة التي تراها حاسمة !
أما آدمز اعتمد على الإعداد الكامل لفكرة و تكوين الصورة ، من الألف إلى الياء، مهتما بإعادة تكوين مشاهد قد شاهدها من قبل فيحاكيها فنيا كما الشاعر !
هذان المصوران كان لهما نصيبا كبيرا من هجمات النقاط و الصحافة الفنية و حتى من عامة الناس. تينا دائما ما تهاجم لسطحية أفكارها و تركيزها على عنصر الإبهار و ذهب البعض بأن يدعي أن صورها سيئة فنيا للغاية لأنها تبني انطباعات معينة عن الأغنياء و حياتهم الرغدة.
و في مقال كتب في جريدة الغارديان انتقدت بارني لتركيزها على عناصر الإبهار و اصفين صورها بال”السيئة للغاية” لأنها تعطي انطباعات غير منصفة عن الأغنياء و حياتهم الرغدة
و من جانب آخر، اتهم شيلبي لي باستغلال ابناء منطقته (ابالاشيا) و عائلته لتحقيق ربحا ماديا بينما هم لا يزالون قابعين في قعر الفقر و البؤس. اتهم كتينا باعطاء صورة نمطية خاطئة عن شعبه حيث يشعر البعض بأنه يصورهم كالمجرمين القتلة و بائعي العرق
في صور تينا بارني .. تنسى الوجوه و تتذكر الأثاث و قطع الديكور الفاخرة
في صور شلبي لي آدمز ،، تنسى كل شي و تحفظ وجوه الأشخاص الموجودين بالصورة
جل اهتمام شلبي لي ادمز الاهتمام بتفاصيل الوجوه، تبيان آثار الفقر و التعب و التقدم بالعمر،التمسك بالدين ، العائلة المترابطة
جل اهتمام تينا بارني، الألوان ، الأثاث المبهر، والمكياج كما تملي اهتماما كبيرا على الملابس، و تزج أحيانا بنفسها داخل إطار الصورة كما أنها لا تخجل من توثيق اللحظات غير السارة أو المعقدة في حياة أقربائها
الأشخاص الموجودين في صور شيلبي لي .. على سجيتهم أما في بارني فهم يتصرفون كالموديلز بارعون في التمثيل لذلك يلاحظ بعض الجمود أحيانا في لقطاتها العائلية
قمت بدراسة عملين لبارني و آدمز محاولة مني في إيجاد الفروق الفنية و الرمزية لكليهما
.
صورة berthie on bed,
نظرة تحليلية للرموز التي احتوتها الصورة
المكان الصغير، لاتعرف ما إن كان السرير موجود في غرفة التخزين أم أنها أتخذت من غرفة نومها مكانا للتخزين لضيق المأوى.
و انظر إلى تلك وضعية الأرجل و الملابس الشبيهة بأزياء الرجال، الأمر الذي يدل على أنها تعيش كالرجال، و قاست ما قاست حتى انحسرت من ذاتها المرأة التي بداخلها لصعوبة العيش و أكله !
بالرغم من ذلك، ترى لوحة فنية تتوسط الغرفة ليس لأنها تعشق الفن، إنها لوحة العشاء الأخير التي ترمز إلى اعتزاز و تمسك بارثي بدينها المسيحية.
الانبعاج الحادث نظرا لاستخدام عدسة الوايد انجل بالصورة جعل بارثي تنحسر بالمنتصف و كأنها غارقة وسط كومة من الأشياء، و مع ذلك، لا نملك إلا أن نتأمل طويلا في عيونها الغائرة و يديها العجوزتين المتعبتين بالرغم من الازدحام غير المتعمد في تلك الغرفة.
.
.
.
في صورة بارني،Aunt Shirely
التي صورت بها خالتها شيرلي
فإن النور الساطع من الجهة اليمنى أول ما يشد النظر إلى جهة الأواني و المزهريات الثمينة المعروضة خلف المرأة، و كلما حاولت العين التركيز على وجه الخالة شيرلي فإننا نرجع بالنظر إلى المنطقة المضاءة بالصورة مما يربك القارئ ، هل ياترى بارني تريدني أن أمعن النظر طويلا على الزينة الخلفية أم تريدني أن أتعرف على خالتها شيرلي. التي هي الأخرى قد امتزجت بفستانها المزركش مع الخلفية المزركشة و الأرضية الزرقاء بالتالي و كبارثي، هي الأخرى غرقت وسط ازدحام الأشياء التي تحتفظ بها لا لضيق المكان بل لكثرة أموالها التي بعثرتها على الكثير من المقتنيات الباهظة بالرغم من محاولة بارني طمس الخلفية تقنيا لإبراز شيرلي إلا أن ذلك لم يلجم عين القارئ من نسيان شيرلي و التفكر بالأشياء التي حولها.
و بالحديث عن الأشياء فسنجد اللوحة،، بالخفلية التي تعكس حياة الطبقة الارستقراطية حيثما ارتبط الغنى بالاهتمام بالفن التشكيلي و هذه اشارة او رمز واضح إلى الثراء
رأي شخصي: المصورة ركزت على حياة الأغنياء لرابط الدم. و للصدمة العاطفية التي تلقتها بعد وفاة والدها و فقدان المنزل الارستقراطي بسبب جشع زوجة أبيها التي أصرت على رحيلهم هي و أخوتها من المنزل و دموعها لم تجف بعد حزنا على وفاة أبيها، أرادت أن تجمع ماتبقى من العائلة والأصدقاء و زملاء العمل في إطار واحد، و النظرة الخاطئة عن حياة الأغنياء المترفة من الصور النمطية الأزلية و من غير المنصف أن نلقي اللوم على تينا وحدها بالموضوع.
.
.
.
أحد أهم الأسباب التي دفعتني للتأثر بهذين الاثنين هو سعيي نحو الارتقاء بتوثيق اللحظات العائلية من اللقطات العشوائية السريعة إلى صور تحتوى على مقومات فوتوغرافية وثائقية سليمة. كذلك هناك لحظات ثمينة قد أفوت فرصة اقتناصها بكامرتي و باسلوب ادمز سأتمكن من التعبير عنها كمن يكتب خاطرة شعرية و بسبب تينا أستطيع الآن إعادة خلق أجواء مشابهة و توثيقها دونما أي تدخل في مجرياتها.
تطبيقات خاصة على أسلوب تينا بارني و آدمز
Little Sisters & I : textless story book
دراسة مصغرة – عام ٢٠٠٩
تقديم : عذوب الشعيبي