تنظم المدرسة البريطانية بالكويت يوم الثلاثاء الوردي والذي يذهب ريعه لصالح أبحاث سرطان الثدي مساهمة منها في شهر أكتوبر الوردي دعما للمجتمع في توعية النساء بضرورة الكشف المبكر عن هذا المرض. تبدأ فعاليات هذا الحدث في موقع المدرسة بتمام الساعة الرابعة عصرا. وكعادة المدرسة تشجع أبناؤها الطلبة على المشاركة الرمزية والمعنوية في دعم القضايا الإنسانية.
وفي هذا اليوم اختارت ابنتاي لبس قبعات وأحزمة وجوارب وردية للمدرسة، كما أعددت لهم ساندويتشات الحمص الوردي بخلط الحمص والشمندر، وقطع خيار مخلوطة بقطع الشمندر لتأخذ صبغة وردية.
.
بالمناسبة، هذا الخليط الوردي للحمص مشهور جدا، ويوجد كذلك ضمن قائمة طعام كافيه 10oh8، لمن لا يرغب بصنعها في مطبخ المنزل 🙂
مزيدا من المعلومات عن الثلاثاء الوردي تجدونها في مدونة 248am
في بعض الأوقات التي تفتر بها همة زوجي عن العمل أو الدراسة أشد من أزره بدعابة قائلة: “ إن كان هذا العمل متعب، إشخليت حق عمال المناجم؟؟؟ “، فيضحك و يكمل عمله 🙂
.
لم يخطر ببالي قط أنني سأخصص تدوينة أتحدث فيها عنهم حتى مشاهدتي للحظات الإنقاذ المؤثرة لعمال منجم تشيلي الثلاثة و الثلاثين. تابعت ماحدث لهم منذ شهر أغسطس، و كان مدهشا أن أرى بعيني ما درسته في مادة علم نفس الجماعة و الذي سأختزله بنقاط.
١- كون عمال المنجم مجتمعا خاصا بهم تحت الأرض و انقسم هذا المجتمع إلى مجموعات صغيرة و لكل مجموعة سمة تحددها.
٢- من سمات المجموعات : القائدة صانعة القرار، الإعلامية، المنقذة و الإيجابية التي تشد من أزر الآخرين، السلبية المتذمرة قليلة الصبر، و القلقة الخائفة، و المجموعة الساخرة التي تحول شر البلية إلى ما يضحك.
٣- رفض عمال المنجم من البداية أسلوب الحوار المتأني أو الحذر لأن ذلك يشعرهم بنقص في رجولتهم، و كانوا يقولون بأنهم ليسوا أطفالا.
٤- عندما خيروا بأولوية الخروج من المنجم، أراد الجميع أن يصبح “آخر الناجين” دلالة تلاحمهم.
٥- اختاروا أن تتم عملية الإخراج بناء على حالة العامل الصحية و النفسية، لكنهم فضلوا خروج “المتحدث الرسمي” لهم أولا و كان مصابا بارتفاع ضغط الدم.
٦- أصغر الناجين و عمره ١٩ عاما كان أكثرهم فزعا و خجلا إذ يعاني من فوبيا الأماكن المظلمة و الخوف من رائحة الموت وصرح بأنه لن يدخل منجما بعد اليوم !
٧- ردد الأهالي و المنقذين الأناشيد و الأهازيج لما لها من أثر إيجابي في تثبيت الهمم.
٨- من الفطرة لجوء الإنسان إلى خالقه أثناء الأزمات و قد علق مراسل إحدى القنوات الإخبارية، واصفا أجواء عملية الإنقاذ، بأنها دينية و شديدة الروحانية.
.
كانت هذه محاولة لتحليل حادثة منجم تشيلي. الحادثة لا تخلو من الطرافة، فقد قال لي زوجي بأن رئيس تشيلي “قبسة” من بداية استلامه للحكم، صاحب أول خطاب له زلزال، و الآن كارثة إنسانية، و الله يستر من التالي.
كما أضحك أحد الناجين لحظة صعوده إلى السطح الأهالي و المنقذين حينما قام بإهدائهم مجموعة من الصخور كهدايا أحضرها معه من تحت الأرض في كيس. 😀
تأثرت كثيرا بحديث زوجة أحد العمال للصحافة حيث قالت: ” إنني أضع الماكياج على وجهي، إنه أمر يشعرني بالسعادة، لم أتزين منذ مدة طويلة ” . : )