شاهدت لقاء تلفزيون الوطن مع مجموعة من مصوري الكويت المحترفين الذين أبوا ألا يكون لهم دور في تصحيح ما أشيع عن منع التصوير بدولة الكويت. كلمة حق تقال، في الحقيقة، كثير من المصورين لم يرضى أن يقف ساكنا وسط الزوبعة العالمية التي كادت أن تودي بسمعة بلد بأكمله في ما يتعلق بالحقوق و الحريات الفردية. و شخصيا من خلال متابعتي للفيسبوك عرفت بخبر تعذرأحد المصورين حضور اللقاء لأسباب خارجة عن إرادته. إن هذا الاجتهاد منكم يعبر عن جديتكم و احترامكم لهذا المجال كهواية و احتراف و فن، فشكرا لكم حسنا فعلتم.
بالطبع فإن كل ما ينشر في وسائل الإعلام يقابله ردود أفعال مختلفة، و عدد من المصورين أجمع على أن أسرة إعداد برنامج صباح الوطن حادوا بأسئلتهم الموجهة للضيوف عن القضية الرئيسية، ذكرني ذلك برسالة تلقيتها من إحدى الصحفيات من إحدى الدول الخليجية التي وجهت إلي دعوة بإجراء لقاء صحفي عبر الإيميل مع مجموعة من الأسئلة التي ما إن قرأتها حتى عرفت بأن اللقاء لن يخدمني في شيء و سيكون فقط حشوة كلامية مع شوية صور!
بدا واضحا أن ما جاء في لقائها يدل على عدم إعداد مسبق، حيث أنها وجهت لي اسئلة لا دخل لي بها لا من قريب ولا من بعيد. تضمن اللقاء اسئلة تدور عن تصوير اللاندسكيب و الماكرو، و أنا تخصص تصوير وثائقي Documentary و تصوير معاصر Contemporary.
و احتوى كذلك اللقاء على اسئلة الكليشيه المعروفة إجاباتها مسبقا و التي لن يستفيد منها المصور، على سبيل المثال: ” أول صورة لك، ما هي ردة فعل أهلك و أصدقائك تجاهها؟ “
يعني أكيد بايخة ! 😀
كما وجهت إلي سؤالا، كان القشة التي قصمت رأسي، و ما في داعي أذكره !
اعتذرت من اللقاء، احتراما لنفسي و حبا لفن التصوير الذي لا يدرك البعض أهميته و تاريخه كصناعة و فن بتوجيه هذا النوع من الاسئلة للهواة و المحترفين على حد سواء.
تذكرني هذه الاسئلة، بالتي توجه للمطربين، من هو أول شخص يغني سمعته و أنت صغير؟ ولا واحد فيهم قال “ أمي ” 🙂
طيب يا عذوب، كيف كان ردك على الصحفية؟
قلت لها، تجدين الإجابة على كثير من الاسئلة موجودة في سيرتي الذاتية و بصوري الفوتوغرافية، و تمنيت ألا تكون الاسئلة عامة، بل مركزة على موضوع معين و متخصصة في مجالي لما في ذلك من منفعة لكلتينا.
باختصار ،، لم يكن اعتذاري المرفق مع بعض الملاحظات محط الإعجاب ( ما يازلها ) 😀 زأرت كالأسد، ومنت بالجميل الذي أنكرته، و أنها ” جزاها الله خيرا، اللي تبي ” ترزني” ،، إلى آخره من الكلمات التي إن دلت على شيء فإنما تدل على أخلاقياتها الصحفية و الشخصية الراقية ! هداها الله. 😀
لقاء الوطن مع المصورين مطلقي الإشاعة، و لقاء الوطن مع زملائي المصورين يوم أمس لا يختلفان كثيرا عن أسئلة تلك الصحفية ولا يختلفان عن مئات اللقاءات الصحفية و المتلفزة التي أجريت مع المصورين من قبل. متى سينظر الوسط الإعلامي نظرة جادة إلى التصوير الفوتوغرافي و يكف الصحفيون و معدو البرامج عن أسئلة الكليشيه؟
.
.
———-
تم تحديث الموضوع بناء على طلب المصور خالد الحقان، إليك الرابط يا بو دلال 😀