تنظم المدرسة البريطانية بالكويت يوم الثلاثاء الوردي والذي يذهب ريعه لصالح أبحاث سرطان الثدي مساهمة منها في شهر أكتوبر الوردي دعما للمجتمع في توعية النساء بضرورة الكشف المبكر عن هذا المرض. تبدأ فعاليات هذا الحدث في موقع المدرسة بتمام الساعة الرابعة عصرا. وكعادة المدرسة تشجع أبناؤها الطلبة على المشاركة الرمزية والمعنوية في دعم القضايا الإنسانية.
وفي هذا اليوم اختارت ابنتاي لبس قبعات وأحزمة وجوارب وردية للمدرسة، كما أعددت لهم ساندويتشات الحمص الوردي بخلط الحمص والشمندر، وقطع خيار مخلوطة بقطع الشمندر لتأخذ صبغة وردية.
.
بالمناسبة، هذا الخليط الوردي للحمص مشهور جدا، ويوجد كذلك ضمن قائمة طعام كافيه 10oh8، لمن لا يرغب بصنعها في مطبخ المنزل 🙂
مزيدا من المعلومات عن الثلاثاء الوردي تجدونها في مدونة 248am
أعرفكم بفلورينس، عدد الأبناء: سبعة.
لم تكن تعلم فلورينس التي كانت تحيا حياة هانئة مع زوجها وأبناؤها (الثلاثة) أنها ستكون ضمن ضحايا الكساد الاقتصادي الأقوى بالتاريخ الأمريكي والذي بلغ ذروته عام 1931.
اضطرت وأسرتها للعمل في مزرعة للخوخ، ثم توفي زوجها وتركها مع سبعة أبناء ولم يعد المال الذي تكسبه من قطف الخوخ كافيا، لذا أصبحت تترحل من مزرعة إلى أخرى ولهذا لقبت باسم الأم المهاجرة The Migrant Mother.
هذا الوجه الذي ترون ليس لامرأة مسنة، عمر فلورينس في هذه الصورة لم يتجاوز الثانية والثلاثين عاما. وهذه التجاعيد دليل أثر ما تكبدته من عناء وشقاء من أجل أبنائها السبعة. لكم أن تتخيلوا من ملابسها الرثة الممزقة ونظرتها عميق الألم ومدى الفقر الذي لم يكن شيئا أمام جبل الصبر والعزيمة التي تحلت بها تلك المرأة.
يختلف البشر في قدراتهم على الاحتمال و تعاطيهم مع ما يجري في حياتهم من أحداث ومواقف. هرمت فلورينس بسرعة وخسرت شبابها وأنوثتها اللذان غطتهما كثبان من التجاعيد.
التجارب التي تمر بنا في مسيرة الحياة القصيرة يصممها الرب المدبر الحكيم الرحيم لتتناسب وشخصيتنا وقدراتنا وبيئتنا لنتمكن من اكتشافها بالتجربة التي بدورها سوف تفرز أفضل ما لدينا بعد إخفاقات عديدة. عمر الإنسان لا يقاس بعدد السنين التي مرت مرور الكرام، ولا بما مر عليه من تجارب لم يعتبر منها، بل بالشداد والعثرات التي تجاوزها والأثر الوجداني والجسدي الذي خلفته وراءها.
فلنذكر أنفسنا بأننا نمتلك الاختيار، إما الإصغاء إلى ما يربك قدرتنا على الاحتمال ويثبط من عزيمتنا أو التوكل على الله والاستمرار بالعيش كيفما كانت الظروف. هذا الصوت بالنسبة لفلورينس أتى من أسرة زوجها التي أرادت أن تسلب أبناءها منها نظرا لضيق العيش وسوء تقديرهم لما يمكن لهذه المرأة أن تفعل من أجلهم.
أقتبس معنى ما كتبته لويز هاي مؤلفة كتاب You can heal your life أنه لا يوجد ظرف خاطئ في حياتك، “تيقن بأنك أنت الآن في هذه اللحظة تفعل الشيء الصحيح في الزمن الصحيح.”. والظروف الصعبة رسالة ربانية مضمونها “آن الأوان الآن لأن تنضج”. فهل تأخذها بالحسبان؟
على الهامش 1: هذه الصورة من تصوير دوروثيا لانج، التي شاء القدر أن تتعطل سيارتها قريبا من خيمة فلورينس فالتقطت لها عدة صور ووعدتها بأنها لن تقوم بنشر أي صورة. لكنها لم تفي بهذا الوعد! لسنا بصدد مناقشة أخلاقيات المهنة الصحفية، لأن نشر هذه الصورة كان السبب في رفع الوعي الشعبي لما يحدث لأسر المزارعين آنذاك وإنقاذها من الفقر المعدم عام 1936.