لأن الله يعلم بأن “الواقعية” مجردة من المشاعر خصنا الله عن بقية المخلوقات بالقدرة على التخيل و القدرة على الحب و مخاطبة النفس. وحدنا على هذه الأرض نتأثر بمن حولنا و يتأثر الآخرون بنا. إننا و إن اختلفت أجناسنا و صنوفنا أرواح مجندة
نعم نفرح بأمانينا، يحق لنا أن نفرح كل يوم و كل بأي وقت في السنة.
فإن اختار العالم يوما يوحد فيه قلوب الناس مبتهجة … فليكن.. أليست العصبة أقوى من الفرد؟
إن من شأن العصبة أن تؤجج المشاعر الشخصية ناقلة إياها إلى حالة جديدة يسميها البعض بـ ” أجواء البهجة ” أو ” روح البهجة ”
و تلك القاعدة تتماشى كذلك من المشاعر السلبية، ففي حالات الحزن، الهلع، الغضب تولد معها ثورة جماعية من الرغبة في التعبير
فإن كان تعاطفا إنسانيا تحول ذلك إلى ” أجواء أو روح الرغبة في المساعدة ” و التي تتجسد من خلال الأعمال التطوعية.
و إن كان غضبا لأرض مغتصبة تحول ذلك الشعور الشخصي تحت مظلة “العصبة” إلى ” أجواء أو روح وطنية عالية “. و قس على ذلك حوادث و مناسبات كثيرة من شأنها تأجيج المشاعر.
و في عصرنا هذا … أصبحت البهجة “صناعة إعلامية وضخمة ” ليست مقيدة بقيمة دينية أو تاريخية لإدراك العالم بأنها ملهمة و أن دورها تجاوز الحدود التي رسمها لنا أجدادنا لما لها من آثار إيجابية بعيدة المدى تساعد في تحسين الحالة النفسية و البدنية للبشرية، فما الذي تفعله الأجهزة و المؤسسات الإعلامية من أجل إيقاظ هذا الشعور العظيم في مناسباتنا الخاصة؟
إن للمشاعر السلبية و الإيجابية ذبذبات تؤثر فينا و بمن حولنا تماما كالعدوى. وقد ثبت للباحثين منذ مدة طويلة بأنها معدية. ألم يمرح الأطفال في فلسطين بمراجيح العيد التي نصبت فوق أنقاض منازلهم؟
الإنسان مخلوق بغاية التعقيد. لذلك قد تجد في حياتك لحظات كنت بها أكثر الناس حزنا على وجه الأرض لأنك ودعت وداعا أبديا أغلى من أحببت و في غمرة أحزانك …. تضحك
هناك من يقول حينما ترى أنك تتشابه مع الآخرين فقد آن الأوان لتقف و تتأمل ما تفعل. تأمل معي الآن ما الذي تشابهت به مع من حولك. إنه شعور جميل لماذا تتمسك باللجام؟
جرب أن تطلق له عنان الأطفال و من دون ” هسترة مفرطة ” . عندما تود القيام بذلك فلا تنسى أن تتأمل نفسك بعين إيجابية مرحبة بالتجارب و الدروس التي تنتظرك في الطريق. ”
نعم، أنت تستطيع أن تضحك في كل وقت، و في كل حين، و ترضى بما قسمه الله لك متواضعا حامدا شكورا لنعمه التي لا تعد و لا تحصى لأنها ليست حكرا على الناجحين و المنجزين، لن يؤنبك أحد إن أخفقت بل سيؤنبوك إن لم تحاول التغيير. تستطيع أن تفرح كل يوم و تتفاءل ألف يوم و يوم. تستطيع أن تتمنى و تخطط و أن يكون شهر يونيو “بداية عام جديد ” بالنسبة لك، و لكن هل تملك أن تصنع البهجة؟
أضحكني زوجي ونحن نشاهد نقلا حيا لاحتفالات بريطانيا برأس السنة و استعراضا لمظاهر الاحتفال بالدول الأخرى عندما سألته : أين الكويت؟
فرد مازحا : حطوها لكن الدنيا كانت ظلمة ! 🙂
كل عام و أنتم بروح الأطفال و براءة بهجتهم 🙂
كل من على الأرض يفرح و يلعب و يطرب… حتى الحيوان و النبات ، فما بالك بالإنسان؟
هل هناك مشكلة في أن يختاروا يوما محددا واحدا للاحتفال به؟ أو يوما واحدا للحزن و التضامن فيه؟
لا أرى ضيرا في ذلك 🙂
كما أن لك حق الاختيار في أن “لا” تفرح ، قد تكون لك مبرراتك الخاصة.. و لكن اعلم بأنك باختيارك هذا ستفوت على نفسك فرصة جميلة قد لا تتكرر كل يوم ، و اعلم أيضا بأنه من حقك أن لا تفرح…و لكن ليس من حقك أن تمنع الفرحة عن الآخرين
الله يبعد عنا الظلمة و التقلدم… و كل عام و أنتم بفرحة 🙂
لحسن حظي أنني قرأت هذه التدوينة في اليوم الي عدت فيه طفلة : )
بالفعل , يجب أن نمارس التأمل اتجاه حياتنا وأفعالنا , لندرك كم نحن مختلفين
أول ما قرأت ” الستاتس إياه ” تبسمت فور معرفتي بقرارك المفاجئ 😀
مؤيد .. أعجبني كثيرا تعليقك على التدوينة التي كتبتها في موقعك
خاصة ” تكفى افرح ”