“إننا جميعا لدينا شعور مسبق تجاه ما تبدو عليه الصور تبعا لثقافاتنا”(١)، في كلمة أخرى، إن السؤال عن تأثير صورة على مجتمع أشبه بالسؤال عن ” ماهي ثقافته؟ “
تحديد معنى الصورة بشكل دقيق مرتبط بعدة أمور تبدأ من كيفية التقاطتها و الرسالة التي تمنحها و كيف يفسرها الناس.
الغريب بالأمر بأنه لا يوجد أي تفسير صائب أو خاطئ للصور و لكن المصور الصحفي الجيد يجب أن يكون عالم نفس، عالم إجتماعي، سياسي و خبيرا بفنون الاتصال المرئية! ذلك لتقديم القصص التي تتكيف مع سياسات المؤسسة الإعلامية التي ينتمي إليها بنجاح.
..
المفتاح هو ” الارتقاء بالهدف”
..
على الرغم من أن أخلاقيات العمل الصحفي تختلف من مؤسسة إعلامية إلى أخرى، إلا أنهم جمعيا متفقون مع مجموعة من المبادئ التوجيهية للمصورين الصحفيين في عملهم اليومي وهي:
..
- الدقة و الشمولية في تقديم الموضوع.
- توفر أدلة كاملة عن الوضع أثناء عملية التسجيل أو التصوير.
- محاولة تجنب التحيز لصالح طرف على طرف آخر و الابتعاد عن وضع الأفراد و الجماعات ضمن إطار انطباعي معين.
- معاملة جميع المواضيع باحترام و الحفاظ على كرامة الإنسان.
- إظهار التعاطف الإنساني و إيلاء اهتماما خاصا بالمواضيع الحساسة
و ضحايا الجرائم و الكوارث.
- احترام الخصوصية الفردية بعدم التدخل في لحظات الحزن و الحداد مثلا إلا بإذن مسبق و عدم التصوير إلا لوجود ضرورة ملحة في نقلها للعالم.
- تقدير الزمالة المهنية بعدم تخريب جهود المصورين الصحفيين الآخرين مع سبق الإصرار.
- يمنع تقديم أي نوع من أنواع الهدايا أو المكافآت أو الرشاوي لمصادر المعلومات و للأفراد بداخل الصورة.
- يجب على المصور كذلك عدم قبول أي نوع من الهدايا و الخدمات أو التعويضات ممن يبحاول التأثيير بصياغ و سير التغطية الصحفية.
- تصوير المآسي أو الكوارث و الأحداث الإنسانية عموما لا يسهم في تغييرها، لا تحاول أن تسعى إلى التأثير على سير الحدث. كن ناقلا.
- التلاعب بفكرة الصورة و تكوينها قبل أو بعد تقديمها للمؤسسة الإعلامية مرفوض تماما.
..
و ينبغي من المحرر الحفاظ على موضوعية محتوى الصور الفوتوغرافية و سياقتها، إن معالجة الصور أو إضافة أو تغيير صوت (تصوير الفيديو) بأي شكل من الأشكال يمكن أن يضلل المشاهد و يحرف المواضيع ليس من أخلاقيات المهنة. ( بعض المؤسسات تسمح بإخفاض مستوى التشويش بالصور أو خدع المشاهد بتغميق أو تكثيف الدخان و الحرائق، الخ، مثلا، لجعلها أقوى تأثيرا ).
..
الآن، التصوير الوثائقي و التصوير الصحفي ليس فنا فوتوغرافيا وحسب ما سبق فإنهما لن يصلا إلى مرحلة المصداقية الكاملة و الموضوعية مهما حاول المصور. فمن يقول بإن هذه الصورة “حقيقة” قد يراها البعض بأنها “مشوهة” و من يصف صورة بـ “الرائعة” ، سيراها آخرون بأنها “قبيحة”.
ماهو معيار الصورة الصحفية الجيدة؟ و لماذا يسعى بعض المصورين إلى لمعالجة الصور الفوتوغرافية للحصول على نتيجة مخالفة للحقيقة؟
..
الجواب على ذلك في الجزء الثاني من موضوع ” الحقيقة دون تشويه”
..
بقلم: عذوب عبد الله
..
..
” الحقيقة دون تشويه ” (ملخص لمحاضرة باللغة الإنجليزية كنت قد ألقيتها بجامعة بيرمنغهام سيتي) ، و سيتم نشر بقية أجزاء الموضوع على فترات متقاربة إن شاء الله .
،،
،،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ