صورت هاتين الصورتين بنفس الزاوية تقريبا. إلا أن اللون في الأولى عنصرا رئيسيا، بينما في الصورة الأخرى أصبح عاملا يشتت الانتباه عن العناصر الهامة في الصورة الأخرى. من الواضح لقارئ الصورتين أن الألوان في الأولى بالإضافة إلى الزخارف والنقوشات وقطع الأثاث كلها تخدم فكرة واحدة، وهي إظهار الأجواء الضوئية واللونية الغالبة في هذا المكان العتيق (معبد البوذا النائم في جزيرة بينانغ الماليزية) الذي يمزج مابين الألوان الصارخة والسكينة الروحانية التي تتسلل عبر ضوء الشمس و تنير أرجاء المعبد إضاءة ساحرة تلتف حول كل التماثيل الموجودة فيه بأعجوبة!
كنت محظوظة، فقبل خروجي من المعبد وجدت ذلك الرجل المسن يجلس بهدوء وثبات لافت. وجهه الآسيوي وكبر سنه مع وضعيته الثابتة الصنمية إن صح التعبير تتشابه وتماثيل البوذا ذات الشكل الآدمي مما قللت من أهمية الألوان. وكانت اللحظة الحاسمة في اتخاذي لقرار الاستغناء عن اللون عندما شعرت بأن زيّه غير التقليدي أو الأجنبي الدخيل على ثقافته وذاك المكان مزعجان وقد يحولا الفكرة إلى مجرد صورة لزائر أو سائح يستريح على كرسي في المعبد. التأثير الدراماتيكي للأبيض والأسود قد يكون زائدا عن الحاجة تماما كالألوان وتأثيرها على جذب الانتباه، واختيار إظهار الصورة بالألوان أو بالأبيض والأسود من قبل المصورة يقيّم على أساس الأهمية في خدمة العمل وليس على جماليته.