مصور هاو أم محترف؟ .. الجميع يتفق على أن هناك أيام وشهور أو سنوات أحيانا تمر دون أن يحمل كاميرته. وأكثر ما يغيض المصور المحترف سؤال الناس عما إذا قرر ترك التصوير وكأن الكاميرا سيجارة يدخنها !
إنهم لا يعلمون بأن المصور كما الرسام، يحتاج إلى ما يستنهض أحاسيسه بقوة، يحتاج إلى محفز لهمته المفتورة التي تبيت عائقا يحول بينه وبين ما يحب أن يفعل دائما. والفنانون مرهفو الحس، يمكن استثارتهم بكل سهولة. إن أبسط الأساليب و الأشياء من شأنها إيقاظ ذاك الحس الفني و اللياقة التصويرية التي فقدت بسبب الإحباط أو ضغوط الحياة، أو أي سبب آخر. النصيحة الأولى التي أقدمها لكم هي ألا تنتظروا الحافز أن يأتي من الخارج. لن يقدم لك أي شخص همة جاهزة على طبق من فضة. قم بتلك الإجراءات البسيطة بنفسك وكن أنانيا بعض الشيء حينما تريد استقطاع وقت من يومك للقيام بذلك. استلمت مرة رسالة من فتاة كانت مصورة واعدة، تقول بأنها لم تعد تهتم بالتصوير “فجأة” و أنها تقطع كل صلتها بالكاميرا ! إنه أمر محزن بلا شك أن نرى من “يعتزل” التصوير في وقت يكاد لا تخلو فيه أجهزة الهواتف الذكية من الكاميرات ! و غريب من ناحية لأنه لم يعد هواية مسلية فقط. أصبحت الكاميرا أداة لا يمكننا الاستغناء عنها في حياتنا اليومية للتوثيق بشتى أنواعه.
لن ألقي عليكم بسحر وقد لا آتي بجديد، الجديد هوأن نستخدم الطرق أو إحداها كلما تبادر إلينا شعور ” ما عدت أحب التصوير “. كيف تستعيد لياقتك التصويرية في يوم واحد و ببساطة؟
قبل الإجابة على ذلك السؤال.. أذكر أهم الأسباب التي تؤدي إلى تداعي همة المصور وهي بنات أفكاره ! .. أجل .. فمن ضمنها
- أنا مصور جاد جدا ،، بريستيجي لا يسمح لي بالتصوير بكاميرا الآيفون أو كاميرا كومباكت
- أنا مصور معروف و لي قاعدة جماهيرية عريضة على الانترنت (فقط الانترنت) آخر عمري أصور كوب؟
- أنا متخصص ويستحيل أن أصور أشياء لا تدخل في إطار تخصصي .. هذا كلام مقبول فقط لو كان القصد من التصوير عملا تجاريا، التخصص هنا مطلوب
كما ترون، هذا التبلد الحسي تجاه الكاميرا سببه أنت بعض الأوقات. كيف يمكنك الخروج منه و الانتقال من حالة الركود إلى ذاك الشعور الأول الذي عرفته كلما حملتها بين يديك؟
أولا: برنامج إنستاجرام Instagram for iPhone
فليكر مصغر، مجتمع تصوير يتساوى الهاوي و المبتدئ و المحترف فيه بالحقوق و الواجبات. لا حرج من نشر صورة مهزوزة فيه، أو صورة خاصة، لا يقلق فيه المصورون من أصدقائهم المزعجين كما في الفيسبوك أو تويتر الذين يهزؤون بهم لمجرد نشر صورة لكوب القهوة أو طبق المجبوس الذي أمامهم و يسألونهم عن الهدف من نشر تلك الصورة !
إنستاجرام مساحة حرة، و برنامج سهل الاستخدام، وبه مجتمع رائع بانسجامه. إن رسائل التنبيه الهادئة Notifications التي تأتيك من ذاك البرنامج بين الفينة و الأخرى كلما قام أحدهم بوضع Like على صورتك يمكن أن يصل عددها إلى عشرات المرات في يوم واحد، حسب عدد أصدقائك و حسب شعبيتها له أثر نفسي بالغ على المصور.
كلما ظهرت على شاشة هاتفك تنبيهة تقول بأن فلان أعجب بصورتك و فلانة أعجبت بصورتك، وأنت بالمنزل، في مكان عملك، أو في أي مكان كنت، تبتسم و إن لم تظهر ملامح تلك الابتسامة على وجهك. شعور إيجابي خفي بالرضى يتغلغل نحو أعماق عقلك الباطن يعقبه اشتياق دائم لحمل الكاميرا و التقاط المزيد من الصور. إنه أشبه بالعلاج النفسي الذي يتطلب منك النظر بالمرآة كل يوم و ترديد عبارات إيجابية مثل ” أنا جميل ” “أنا حمش” “أنا أحب التصوير” 🙂
ثانيا: الأفلام الوثائقية و الفنية
نتجه عادة إلى السينما بحثا عن الإثارة التي نفتقدها في حياتنا اليومية. إن في كل منا بطلا خياليا يعيشه وقد يتجسد ذاك البطل في قصة هوليودية أو فيلما يحكي عن واقع أناس قد عاشوا ذلك بالفعل بأزمنة و أمكنة مختلفة. أحيانا لا نحتاج سوى مشاهدة فيلم عن حياة مصور و تاريخه الفني لإشعال فتيل الهمة و الرغبة في تحقيق نجاحا مماثلا أنت بطله. لذا سأقترح عليكم عددا من الأفلام التي شاهدتها شخصيا وكان لها أثرا بالغا في نفسي و توجهاتي
1- Everlasting Moments كيف حولت الكاميرا حياة ربة منزل تعيش وسط ظروف قاسية إلى مصورة محترفة و سيدة أعمال .. دراما مبنية على قصة واقعية
2- The Genius of Photography فلم وثائقي عرض على تلفزيون البي بي سي على سبع حلقات، لا أستطيع اختصار الفوائد التي ستجنيها و المعلومات التي سوف تتعلمها و المتعة من مشاهدته.
3- President’s Photographer: 50 Years Inside the Ovalفلم جديد أنتج عام 2010 يسلط الضوء على المصور الشخصي لحياة الرئيس الأمريكي باراك أوباما كما يستعرض أعمال مصورين لرؤساء أسبقين.
4- Born Into Brothels مصورة وثائقية شابة تقوم بتعليم المشردين من الأطفال الهنود حب الحياة من خلال التقاط الصور. لهذه المصورة رسالة إنسانية عظيمة عندما تخطى دورها في تعليم التصوير إلى جمع المساعدات على مستوى عالمي لإدخالهم المدارس و محو أميتهم
ماذا تنتظر؟ قم باتخاذ أسهل إجراء للتخلص الآن من حالة ” مالي خلق، كرهت التصوير، ماكو شي أصوره” ولا تنسوني من دعائكم 🙂