.
كان هناك مصور يدعى وليان مملر William H. Mumler، ذات يوم و بينما كان يقوم بتظهير الصورة التي التقطتها لنفسه على لوح زجاجي، عثر على ابن عمه الذي مات قبل اثنا عشر عاما معه ضمن إطار الصورة. السر وراء ذلك أنه استخدم قطعة سيئة من الزجاج. بعدها أصبح مصورا متخصصا في تصوير الأرواح و الأشباح. كان يلاحق زبائنه لسرقة صور الأموات من أقربائهم قبل موعد التصوير مدعيا قدرته على جلب و استحضار الموتى داخل الصور.
اكتُشف أمره بعما تمرد لدى قيامه بإضافة صور أشخاص أحياء من الغرباء و رؤيتهم يتجولون في الشوارع. انتهى به الأمر في السجن بتهمة الاحتيال و مات فقيرا. :p
.
:D.
.
.
لماذا يميل الناس لمعالجة الصور الخاصة بهم؟ ربما كان السبب وراء ذلك محاولة استحضار المشاعر و الصلات القوية و الجميلة التي ربطتهم مع أشخاص رحلوا من هذه الدنيا. إنها الرغبة في تغيير الماضي و الحاضر.
و هذا يصلنا إلى حقيقة أن بعض المصورين الصحفيين يتعمد تغيير الحقيقة لخلق صورة أكثر إثارة و جذبا للإعجاب. و كلما تطورت برامج تعديل الصور تصبح أدوات الكشف عن التلاعب في البرمجيات أكثر ذكاء.
محاولة لحصر الأسباب التي قد تؤدي بالمصور الصحفي إلى اللجوء إلى الفبركة بنقاط:
- الصور النهائية لا تتوافق مع الاشتراطات الصحفية التي تحددها المؤسسة الصحفية و الخاصة بالمهمة الموكلة إليه.
- الضغط النفسي الذي يسببه الموعد النهائي لتسليم العمل مما قد ينعكس ذلك سلبا على أدائه في الميدان.
- استثارة الأطراف أو الأحزاب السياسية أو الاجتماعية المعارضة و التلاعب بمشاعر الجمهور المتلقي.
- الجشع المادي طمعا بالمزيد من الأموال أو الشهرة.
.
و تتنبأ أحدث الدراسات باختلاف نظرة الجمهور المتلقي إلى الصور الصحفية بالمستقبل، إذ أنها تبين بأن القراء سوف يقومون بتفسير الصور على أنها توضيحية فقط و ليست “حقائق و وثائق مصورة ” لأنه سيصبح من الصعب عليهم معرفة الفرق بين الاثنين.
مع ذلك، فإن تفسير الصورة ليست “مسؤلية فردية ” على المصور أو الجمهور أو المؤسسة الإعلامية. إنها حاصل جمع و الكل له دور يساهم في تشكيل المعنى النهائي للصورة، و من غير الممكن تجاهل الدور الأول و الرئيس للمصور كشاهد عيان للظروف الحاصلة على أرض الواقع.
.
.
” الحقيقة دون تشويه ” (ملخص لمحاضرة باللغة الإنجليزية كنت قد ألقيتها بجامعة بيرمنغهام سيتي)