لايكا Leica ، شئنا أم أبينا تظل أحد أفضل مصنعي الكاميرات والعدسات. تبنت الشركة منذ انطلاقتها قبل أكثر من مئة وخمسين عاما في تصنيع عدسات تضمن مستوى عال من الدقة والحدة مقابل إمكانية طباعة الصور بأحجام كبيرة من نيجاتف صغير الحجم. وهي من أطلق أول كاميرا 35mm عملية بالأسواق. ارتبطت بعشرات المصورين العالميين أمثال الوثائقي هينري كارتير بريسون، مصور المشاهير الأرميني يوسف كارش، والمصورة إيموجين كانينغهام التي سبقت عصرها في تصوير الأشخاص والطبيعة الصامتة. وبالرغم من ارتباط لايكا بصور الحروب إلا أنها نجت من الميدان الوثائقي بتربعها على عرش الفخامة لما تتمتع به من ميزات مصنعية وتقنية، إضافة إلى شكلها الأخاذ، وجميع عدساتها مصنعة يدويا. البعض يسميها بكاميرا النخبة، ويذهب بعض المصورين إلى التفاخر بامتلاكها. أذكر بذلك أستاذي الذي علمني التصوير الوثائقي حيث كان يمتلك ثلاثا منها ولم يسمح مرة لي بلمس واحدة!
وشهدت لايكا في السنوات الأخيرة تعاونا مع بعض الأسماء اللامعة بعالم الموضة، فقد أطلق المصمم بول سميث Paul Smith، وهو من عشاق التصوير الفوتوغرافي، تصاميم خاصة لعدد محدود جدا من كاميرا لايكا إكس تو Leica X2 .كما تدلل الشركة محبيها بتوفير خدمة تخصيص كاميرا X2 لتنسجم مع ذوق زبائنها إذ تمكنهم من اختيار لون الجلد الطبيعي الذي يلف جسد الكاميرا وحقيبتها. سبقت سميث ماركة هيرمز Hermès الشهيرة التي تعاونت مع الشركة في إنتاج ثلاث مئة كاميرا من نوع إم ناين M9-P مصنوعة يدويا بالكامل من التيتانيوم والجلد الطبيعي تأتي داخل عبوة فاخرة جدا وبقيمة خمسة وعشرين ألف دولار، مئة منها بضعف السعر لأنها من نوع خاص جدا.
كما ذكرت في أول المقال، تبقى من أفضل مصنعي الكاميرات والعدسات، فهل تستحق فعليا هذه السمعة؟ مما لا شك فيه، أنه لولا هؤلاء المصورين والمصورات الذين اختاروا لايكا لينحتوا بأعمالهم تاريخ العالم ويؤسسوا قواعد التصوير الفوتوغرافي وفنونه التي يسير عليها مصورو اليوم لما وصلت إلى تلك المكانة العريقة مقارنة بمثيلاتها. وما يثير الدهشة حقا، أنني عندما أحمل اللايكا بيدي للتصوير في شوارع بريطانيا، تختلف ردود أفعال الناس، إذ يقل معدل التوجس مني كمصورة والبعض منهم يتجاذب أطراف الأحاديث الودية لمعرفتهم “القديمة” واطلاع كبيرهم قبل صغيرهم على تاريخها وكأني “كاميرا” تمشي على قدمين!
لايكا Leica صنعت اسمها لكنها لن تصنع لك صورا جميلة ما لم تكن ملما في قواعد التصوير و ذو نظرة مميزة ونية خالصة لاقتنائها في سبيل حب التصوير لا لشيء آخر.
نشر هذا المقال في العدد السابع من مجلة ذاسيتي TheCity
لست مصور و لكني أحب هذه الكامرا رغم اني لم المسها يوما
لكن عندما شاهدة دقة تصنيعها ذهلت:
إضافة في في محلها أخي مساعد، شكرا على الفيديو. الكاميرا تتحب من أول نظرة لأنها جديرة بالإعجاب. الإحسان من قبل مصنعيها يولد هذه الدهشة. وربما يوما أصبحت من ملاكها.