حزمة ضوئية – الجزء الثالث و الأخير
السحب من الأشياء التي ترغمك على تصويرها. و لأن البعض قد يعتبر تصوير الغيوم بحذ ذاته من صور الكليشيه، يحتفظ بها في أرشيفه، المهم أن تكون صورة لغيمة ضمن صوره المحببة و القريبة من نفسه و طفولته عندما كان يعد الغيوم و يتخيل منها أشكالا لحيوانات و أسماك و ديناصورات، وسيارات إطفاء !
Credits to : Nicholas_T
1- السحب العالية / القطنية تكون السماء صافية أو ذات سحب متفرقة و بعيدة في الأجواء الخليجية و الشرق أوسطية عموما. لكنها تهمل في معظم الصور التي نشاهدها بفعل التعريض الضوئي الزائد مسطحا السما و لاغيا إياها من تكوين الصورة في تصوير المناظر العامة و هي بالواقع من العناصر الهامة التي تثريها و تضيف لها روح الطبيعة النابضة. ينصح باستخدام البولورايزر كأسهل طريق يفصل السحب العالية عن السماء الزرقاء و التي قد لا ترى بالعين المجردة بفعل الإضاءة الخلفية القادمة من أمام المصور.و بطريقة أخرى لإحياء السحب في المشهد دون تركيب فلتر البولورايزر، تخفض نسبة التعريض بدرجة او اثنتين حسب الحاجة. راقب الأوقات التي يضرب بها الضوء أشكال السحب و الغيوم لا قادما منها لإضفاء المزيد من الدراما في صورك، إلا إذا أردت تسليط الفكرة على خطوط الضوء المتسللة منها.
الألوان على الأرض أكثر إضاءة من السماء – صورة مميزة مقابل أشعة الشمس و توقيت نادر
2- الغيوم الملبدة: لحاف السحب تعطي السماء الملبدة بالغيوم Overcast إشارة واضحة للمصور بالاقتراب من الأجسام أو الأشياء لتصويرها. الغيوم في هذه الحالة تعمل كمشتت طبيعي للإضاءة ، Diffuser. هي فرصة لتصوير الطبيعة الصامتة عن قرب.تكون الظلال شبه منعدمة، لذلك يفضل تصوير الأشياء في وسط غير معقد يحتوي على القليل من العناصر المضافة. ظاهرة اللاظل تبهت الألوان و تميل بها إلى الأحادية يصعب إدراك التباين فيما بينها. هذا لا يعني إطلاقا العزوف عن التصوير، فتلك الظاهرة تبرز تفاصيل الأشكال التي لا تظهر بسهولة في طقس مشمس.
فكرة : جرب تصوير الطبيعة الصامتة عن قرب بالأبيض و الأسود في هذا المناخ
سحب متحركة ، تباين واضح بين السماء و الأرض
صورة لنفس المكان و الزمان: أرض داكنة بفعل الحركة السريعة للغيوم
3- الغيوم الكثيفة المتحركة الغيوم الكثيفة تنذر بقدوم عاصفة. هدوء غامض و حركة سريعة للغيوم على إيقاعات ترى و لا تسمع !تلك الحركة تؤدي إلى تلاش سريع أوتغييرات غير منتظمة في نسبة الضوء، مما يعيق الطريق إلى تصوير صورة ناجحة بالمقاييس التقنية، خاصة عندما يسيطر اللون الداكن على الأرض. الأمر أيسر مع ألوان الأرض الأكثر حيوية و وضوحا من السماء. تصبح الغيوم بارزة و جلية للعيان عندما تتحرك باتجاه الشمس، و التقاط الصورة بضوء أمامي لا يحتاج سوى الضبط البسيط و المباشر لنظام القياس. الحال ليست سهلة مع الغيوم و الرياح، ليس بسبب الضوء الساطح بل بفعل الحركة السريعة للغيوم. التصوير بالتعريض المطول Long Exposure هو أحد الطرق الفنية المستفادة من هذا الطقس، مع الأخذ بعين الاعتبار التلاعب بنظام القياس Metering mode للحيلولة دون حرق الصورة و اختفاء تفاصيل الغيوم و اختيار آيزو منخفض لإحداث تأثير الحركة الموجية الهائجة للغيوم. بهذا أكون قد وصلت إلى ختام السلسلة الضوئية، تمنياتي لكم بمتعة القراءة و الفائدة. *حزمة ضوئية : الجزء الأول *حزمة ضوئية : الجزء الثاني