تناولت في موضوع سابق آراء المصورين على تويتر بتطبيق إنستجرام، و توصلنا بالنهاية إلى حقيقة أن لكل شخص استخداماته وأسلوبه الخاص بانستجرام، حر بما يفعل. تبقى لنا حرية القرار في متابعة ما يعجبنا وأن نحترم غيره ممن لا تستهوينا تحديثاته المصورة على هذا التطبيق. لكن ما يحدث الآن عكس ذلك تماما، إذ يقوم البعض بمتابعة الآخرين بغرض إزعاجهم و الاستهزاء و التجريح، إنها رغبة مبطنة في تفريغ العقد النفسية وتوجيه المشاعر السلبية المكبوتة في المكان الخطأ والشخص الخطأ. هناك من لا يعي بأن من وراء تلك الصورة إنسان يختلف باهتماماته وتدينه وبيئته الاجتماعية، ولا يعي كذلك الفارق السني والثقافي عنه. ما أراه على الانستجرام ماهو إلا صورة مصغرة من الواقع.
.
يحب الأغلبية على إنستجرام تدوين يومياتهم بالصورة. ماذا أكل، وكيف قضى وقته، ويشارك الغير بما يثير دهشته. ويحرص المصورين الهواة والمحترفين على استعراض أعمالهم التي التقطوها بواسطة عدسة الآيفون أو من كاميراتهم الاحترافية. هناك من يستمتع بتثويق مظهره ويملك الجرأة في تصوير نفسه بأفضل وأسوأ حالاتها. هؤلاء يتهمهم البعض بالنرجسية والغرور “أو التفلسف الزايد” . الغريب أننا لا نرى أي مشكلة من رؤية الأجنبي يصور نفسه ولا نسيء الظن به ولا نكيل له الاتهامات. فهل عقدة الخواجة الأبيضاني تؤثر على تفسير الصور لدى المستخدم العربي؟ حلال عليهم حرام علينا؟
.
فكر قبل الإقدام على كتابة تعليقاتك الجارحة وإلقاء التهم على الآخرين، أو حتى إسداء النصائح، الحرية تتخطى الحدود عندما تتسبب في إيذاء الآخرين. اترك ما لا يعنيك ولا يعجبك وببساطة إضغط على زر الأنفلو والغي المتابعة.
هو أول رمضان لنا بدولة الكويت بعد غربة استمرت سبع سنوات، أي من عمر ابنتي دانة التي لم تتجاوز التسعة أشهر عندما غادرنا في بعثة دراسية. أردت أن تستشعر ابنتاي بهجة التحضير للقرقيعان، فاشتريت هذه الأكياس الورقية التي زينتاها برسومات طفولية بريئة. أما الحقيبة الصديقة للبيئة طبعت عليها صورة من تصويري لحملة رمضان الصحية التي كانت بعنوان “ولا نتفة” احتوت الحقيبة على مكسرات نيئة وفاكهة مجففة وأكياس شاي أعشاب. كنت قد جهزت هذه الحقائب الصغيرة قبل عامين لكننا لم نتمكن من العودة إلى الوطن سوى قبل بضعة أشهر. قدر الله وماشاء فعل 🙂
مبارك عليكم باقي رمضان و قرقيعان وقرقيعان
إحنا ما نرميش حاجة أبدا .. البنات أخذوا القصاصات لعمل كولاج 🙂
لم أتوانى لحظة عن قبول دعوة جماعة الثورة الغذائية للتحدث عن رحلتي من التحول إلى الالتزام بالحياة الصحية لي ولعائلتي منذ أربع سنوات و خصوصا الحملة الرمضانية اللي نظمتها قبل عامين من أجل التوعية بأهمية استبدال الحلوى المصنعة بالفاكهة وكذلك الدعوة إلى تغيير النمط الغذائي غير الصحي بشكل عام. بدأت محاضرتي بتسليط الضوء على المشاكل الصحية والنفسية والمظهرية التي سببتها السمنة، ولجوئي إلى الطبيب طلبا للمساعدة. ثم تحدثت عن تجربتي مع أحد المراكز المعنية بتخسيس الوزن وعدم التزامي بكل ما يتم تلقيني به هناك حيث لجأت إلى بدائل أكثر صحية وطبيعية بدلا من استخدام المواد الضارة بعد اهتمامي بالقراءة المكثفة في مجال الغذاء حيث أنني أردت أن يكون هذا التحول على مستوى العائلة لأني آمنت منذ البداية بأن تغيير العادات الغذائية السيئة يجب أن يشارك به جميع أفراد أسرتي الصغيرة وأنه أسلوب حياة مستمر وليس فترة زمنية مؤقتة لإنقاص الوزن. تخلل المحاضرة عرضا لصور الحملة الرمضانية وبعض من الأطباق التي أعدها لعائلتي وختمت حديثي بصورة شخصية لي عندما كان وزني أكثر بـ58 كيلو ، لحظة لن أنساها ما حييت لأنها تطلبت جرأة كبيرة :). مشاركتي بالثورة الغذائية تطوعية، وأنا سعيدة جدا رغم أن بعض الحضور ذهب بعد محاضرتي الدكتورة ندى الرقم و أخصائية التغذية جونا العوضي لأنه لم يكن يعلم بوجود محاضرة ثالثة. لكنني أؤكد بأني بالفعل سعيدة للمشاركة فهدفي هو أن أساهم ولو بالشيئ البسيط بمحو الأمية الغذائية. وسوف أحرص إن شاء الله أن يذكر أبنائي ذلك.
بهذه المناسبة، أحب ألا أنسى من شجعتني رمضان هذا العام للإعداد لعمل آخر رمضان هذا العام، أعاده الله علينا وعليكم بالخير والبركات. إذ وجهت لي خبيرة علوم الغذاء و التغذية والتي تحب أن نلقبها على تويتر بـأم فـاطـمـة تغريداتها التي أخجلتني حقيقة بلطافتها، وسوف أعلن المزيد من التفاصيل عن عملي الفوتوغرافي الصحي لرمضان هذا العام قريبا إن شاء الله 🙂
أقيم ورشة عمل بعنوان إعداد المشاريع الفوتوغرافية في فندق هوليداي إن داون تاون بتنظيم من مجموعة تصويري. إنها ليست الورشة الفوتوغرافية الأولى لي حيث قدمت بعض المحاضرات باللغة الإنجليزية عن التصوير عندما كنت طالبة دراسات عليا وأدرس الفنون البصرية. لكنها الأولى في التصوير باللغة العربية. حاولت أن أختصر قدر المستطاع ما تعلمته في تلك الأثناء وسوف أحرص بإذن الله على نشره من خلال مقالاتي التي أعرضها على موقع تصويري بالإضافة إلى الورش الفوتوغرافية التخصصية.
في هذا الموضوع أعطي تفصيلا أكثر عن ورشتي الأولى، إعداد المشاريع الفوتوغرافية.
بعد الانتهاء من الشرح سيكون هناك فترة عصف ذهني يقرر من بعدها كل مشترك الفكرة المبدئية الأولى لمشروعه الفوتوغرافي الذي سيقوم بتنفيذه خلال عشرة أيام. بعد الانتهاء من اليوم الأول للورشة أقوم بمتابعة كل المشتركين عبر الإيميل حيث يفتح المجال للنقاش أو السؤال عن أي جزئية من خطة المشروع والصور المختارة. بعد ذلك وفي اليوم الثاني بعد الانتهاء من المشاريع سيتسنى لكل مشترك عرض عمله والتحدث عنه إلى الحضور. وفي نهاية الورشة تقوم مجموعة تصويري بتسليط الضوء في موقعها الالكتروني على أفضل ثلاث مشاريع مقدمة. .
وقد نوهت على موقع تويتر أن العدد محدود جدا لمن يريد التسجيل وذلك لسبب هام جدا وهو المتابعة الشخصية لكل مشروع.
.
حدثت مشكلة مع مصورة أسيء فهم صورتها. واستغرقت وقتا طويلا لإيصال الفكرة. كان تعليقي:”ماذا وكيف أعددت لها؟ هل وثق شرح الصورة مسبقا وبدقة؟”
المشاركة في المسابقات العالمية بسلسلة مترابطة من الصور يتطلب القدرة على التعبير الإنشائي. وقبل ذلك عليك اتخاذ القرار الأصعب. أي الصور تختار؟
تشارك في معرض فوتوغرافي عن فكرة موحدة ولا تعرف كيف تستجيب لفكرة المعرض وتترجمها إلى عمل فوتوغرافي معبر؟
أنت مصور محترف ولديك عميلا تجاريا هاما تود كسبه، من هذه الورشة ستتعلم استخدام قاعدة تستطيع من خلالها الوصول إلى الفكرة التنفيذية الحاسمة !
أنت موثق للحياة العامة و تود أن يكون لك إصداراتك المطبوعة أو على الإنترنت؟
لمن هذه الورشة؟ .. كما ترون، إنها غير محددة بالتصوير الوثائقي فقط. إنما هي منظومة من القواعد يمكن تطبيقها في عدة مجالات.
أيام الورشة : 29 يونيو و 13 يوليو 2012
الوقت : من 5:00 إلى 8:00 مساءً
While I was looking for some pictures to add to a keynote I was working on, I stumbled upon this picture that I haven’t posted before.
So, I thought why not now?
The picture was taken with my iPhone back in London 2011. It’s showing my daughter Dana when something else in the room had caught her attention while she was looking though the window.
صورت هاتين الصورتين بنفس الزاوية تقريبا. إلا أن اللون في الأولى عنصرا رئيسيا، بينما في الصورة الأخرى أصبح عاملا يشتت الانتباه عن العناصر الهامة في الصورة الأخرى. من الواضح لقارئ الصورتين أن الألوان في الأولى بالإضافة إلى الزخارف والنقوشات وقطع الأثاث كلها تخدم فكرة واحدة، وهي إظهار الأجواء الضوئية واللونية الغالبة في هذا المكان العتيق (معبد البوذا النائم في جزيرة بينانغ الماليزية) الذي يمزج مابين الألوان الصارخة والسكينة الروحانية التي تتسلل عبر ضوء الشمس و تنير أرجاء المعبد إضاءة ساحرة تلتف حول كل التماثيل الموجودة فيه بأعجوبة!
كنت محظوظة، فقبل خروجي من المعبد وجدت ذلك الرجل المسن يجلس بهدوء وثبات لافت. وجهه الآسيوي وكبر سنه مع وضعيته الثابتة الصنمية إن صح التعبير تتشابه وتماثيل البوذا ذات الشكل الآدمي مما قللت من أهمية الألوان. وكانت اللحظة الحاسمة في اتخاذي لقرار الاستغناء عن اللون عندما شعرت بأن زيّه غير التقليدي أو الأجنبي الدخيل على ثقافته وذاك المكان مزعجان وقد يحولا الفكرة إلى مجرد صورة لزائر أو سائح يستريح على كرسي في المعبد. التأثير الدراماتيكي للأبيض والأسود قد يكون زائدا عن الحاجة تماما كالألوان وتأثيرها على جذب الانتباه، واختيار إظهار الصورة بالألوان أو بالأبيض والأسود من قبل المصورة يقيّم على أساس الأهمية في خدمة العمل وليس على جماليته.
The flag of Kuwait fever is affecting all places, things, and citizens of this country. It’s the national day of Kuwait when people can share their joy of celebration and find the outlet in streets to act out of the ordinary and have fun together without fear of penalty. Meanwhile Villa owners compete in who is going to hang the biggest flag, small humble flags are beautifully decorating the buildings that are occupied by residents in order to show their input
However, colours of Kuwait’s flag are everywhere around us. White, green, red and black are the colours of signs, decayed buildings, cars, fences, and things that have been thrown away. This micro project aims to locate various points where those colours can be observed singularly combined or part in habitual places. While the red and green complementarily work together neutralizing each other, when mixed they produce the shades of black and white or gray. This is my Kuwait. I see Kuwaitis like pairs, opposite to each one another in the colour circle. The shades of black and white correspond to our diversity. For this reason, we shall become more understanding to our antibiosis and respect the differences between us rather than forcing ourselves to merge arbitrarily neglecting our backgrounds pretending to be one. Because if we did, we would end up lacking colours and our patriotism would be pale
I was honored to be interviewed by the pioneer Kuwaiti Artist Ledia Al Qattan exclusively to the Arabtimes Newspaper. The Interview was published in three parts article. She invited me to her home ” House of Mirrors ” and made me her famous cappuccino flowed with many questions. She tried to dig deep in my history and my mentality to know how I see the world around me. For the first time of my life, someone is trying to analyze my vision artistically and my sensitivity toward the surroundings in order to create a starting point to understand being who I am as a documentary and contemporary photographer packed with ambitions while slowly moving to my goals.
I stood up for my views in defense of the message of the yet-to-be published book “The Old Salmiya” during our conversation. She was like more of a psychiatrist than an just an ordinary interviewer because she was able to fill up my eyes with tears while I was talking about my father, and when she ended the interview with those five motivational mind opening words:”Athoob, you are an Artist!”.
Drop me a DM on twitter @athoob if you’d like to read an online copy of the interview.
أعرفكم بفلورينس، عدد الأبناء: سبعة.
لم تكن تعلم فلورينس التي كانت تحيا حياة هانئة مع زوجها وأبناؤها (الثلاثة) أنها ستكون ضمن ضحايا الكساد الاقتصادي الأقوى بالتاريخ الأمريكي والذي بلغ ذروته عام 1931.
اضطرت وأسرتها للعمل في مزرعة للخوخ، ثم توفي زوجها وتركها مع سبعة أبناء ولم يعد المال الذي تكسبه من قطف الخوخ كافيا، لذا أصبحت تترحل من مزرعة إلى أخرى ولهذا لقبت باسم الأم المهاجرة The Migrant Mother.
هذا الوجه الذي ترون ليس لامرأة مسنة، عمر فلورينس في هذه الصورة لم يتجاوز الثانية والثلاثين عاما. وهذه التجاعيد دليل أثر ما تكبدته من عناء وشقاء من أجل أبنائها السبعة. لكم أن تتخيلوا من ملابسها الرثة الممزقة ونظرتها عميق الألم ومدى الفقر الذي لم يكن شيئا أمام جبل الصبر والعزيمة التي تحلت بها تلك المرأة.
يختلف البشر في قدراتهم على الاحتمال و تعاطيهم مع ما يجري في حياتهم من أحداث ومواقف. هرمت فلورينس بسرعة وخسرت شبابها وأنوثتها اللذان غطتهما كثبان من التجاعيد.
التجارب التي تمر بنا في مسيرة الحياة القصيرة يصممها الرب المدبر الحكيم الرحيم لتتناسب وشخصيتنا وقدراتنا وبيئتنا لنتمكن من اكتشافها بالتجربة التي بدورها سوف تفرز أفضل ما لدينا بعد إخفاقات عديدة. عمر الإنسان لا يقاس بعدد السنين التي مرت مرور الكرام، ولا بما مر عليه من تجارب لم يعتبر منها، بل بالشداد والعثرات التي تجاوزها والأثر الوجداني والجسدي الذي خلفته وراءها.
فلنذكر أنفسنا بأننا نمتلك الاختيار، إما الإصغاء إلى ما يربك قدرتنا على الاحتمال ويثبط من عزيمتنا أو التوكل على الله والاستمرار بالعيش كيفما كانت الظروف. هذا الصوت بالنسبة لفلورينس أتى من أسرة زوجها التي أرادت أن تسلب أبناءها منها نظرا لضيق العيش وسوء تقديرهم لما يمكن لهذه المرأة أن تفعل من أجلهم.
أقتبس معنى ما كتبته لويز هاي مؤلفة كتاب You can heal your life أنه لا يوجد ظرف خاطئ في حياتك، “تيقن بأنك أنت الآن في هذه اللحظة تفعل الشيء الصحيح في الزمن الصحيح.”. والظروف الصعبة رسالة ربانية مضمونها “آن الأوان الآن لأن تنضج”. فهل تأخذها بالحسبان؟
على الهامش 1: هذه الصورة من تصوير دوروثيا لانج، التي شاء القدر أن تتعطل سيارتها قريبا من خيمة فلورينس فالتقطت لها عدة صور ووعدتها بأنها لن تقوم بنشر أي صورة. لكنها لم تفي بهذا الوعد! لسنا بصدد مناقشة أخلاقيات المهنة الصحفية، لأن نشر هذه الصورة كان السبب في رفع الوعي الشعبي لما يحدث لأسر المزارعين آنذاك وإنقاذها من الفقر المعدم عام 1936.
المصور حارس البوابة الأول، يحدد ما يتم اقتطاعه من واقع الحدث. و من الخطأ الشائع الاعتقاد بأن كل مصور يحرك وفق أجندة إجتماعية أو سياسية تخدم انتماءاته الحزبية أو المذهبية الطامعة. من لا أجندة له حتما سيقع في دوامة فكرية قبل اتخاذ القرار، لا سيما وإن كان لديه من الإدراك والوعي اللازمين لجعله يتردد فيما يقتضي عليه فعله. وفي حال اقتراب الواقعة من حياته الأسرية يتضاعف الشعور بالمسؤولية. ليس كل مصور ملما بالأخلاقيات الإعلامية. لا يمارس كل من تواجد وقت الحدث مع هاتف ذكي كالآيفون والبلاكبيري دور الرقيب الذاتي على وجه صحيح في ظل الرغبة أو الحاجة إلى الظهور والانتشار في مختلف الشبكات الاجتماعية والتي تكون في غالب الأحيان المحرك أو الدافع الرئيس لنقل الحقائق المصورة إلى العامة وهذا تصرف أناني وغير أخلاقي يهدف إلى إحداث حالة من الثورة والغليان العام لا يعرف كيف يضع لها نقطة انتهاء.
أصحاب التفكير الأخطبوطي من المصورين لا يرون الصورة التي تظهر بشاشة الهاتف النقال أو الكاميرا الرقمية فقط. إنهم يرونها كقطعة من أحجية الصورة المقطوعة، صورة تتعدى بحجمها وتأثيرها تلك التي قاموا بتأطيرها بواسطة عدسة الكاميرا. و مرة أخرى، لا يمتلك كل مصور أخطبوطي التفكير كامل الإرادة فيما يختار عندما يتدخل حارس بوابة ذاتي آخر في القرار، المصور أم الأب؟ المصورة أم الأم؟ المصور أم الأخ؟ المصور متحمس لنقل الحدث، وهو في نفس الوقت متردد بسبب نفوذ الدور الآخر في حياته.
وفي ظل الأجواء التأزيمية في الكويت حيث باتت الفتنة والعنصرية أسيادا للموقف الشعبي تجاه ما يحدث بالبلاد أرجوكم، أرجوكم، أرجوكم، كونوا آباءً، كونو أمهات. كونو أبناء أوفياء راشدين قبل أن تكونوا مصورين. أيها المصورون، أنتم حراس البوابة الأوَل. وتذكرو أنكم تملكون صورا فقط عن “الظاهر” من الحقيقة وما بطن منها يعلمه وحده سبحانه علاّم الغيوب.
فكر أيها المصور والمغرد دائماً قبل النشر. هل سأجني ثمار سلام طيبة أم سأجني بفعلتي هذه على أمن البلد؟
لم يكن مستغربا خبر إعلان فريق حملة أوباما الانتخابية عن دخول عالم الانستجرام. الرئيس الأمريكي الأول الذي أبهر الشباب في اهتمامه بتكنولوجيا التصوير والاتصال الحديثة. فكان أول رئيس أمريكي يتم تصويره الصورة الرسمية للرئاسة بكاميرا الكانون فايف دي مارك تو ( كاميرتي، إحم إحم )، وله حساب خاص على فليكر لتوثيق لحظاته الرئاسية والاجتماعية والأسرية من داخل وخارج البيت الأبيض. وفي عام ٢٠١٠ أنتج فيلما وثائقيا President’s Photographer: 50 Years Inside the Ovalعن مصور أوباما الشخصي ويظهر في الفيلم الرئيس الأمريكي متحدثا عن علاقته الفريدة معه. حدث أيضا في عام ٢٠١١ إعلان أوباما تخصيص تغريدات ( تويتات ) يكتبها شخصيا في حسابه الرسمي على تويتر، والتي يوقعها بحرفي (BO). وفي غوغل أو قوقل بلس Google+ يعمل فريقه على نشر تغطيات جهود المؤيدين له من الشعب تفاعلا مع حملته الانتخابية. وها هو عام ٢٠١٢ يأتي بأول مفاجأة رقمية على الطريقة الأمريكية بدخول أوباما مجتمع انستجرام دعما لحملته الرئاسية.
لا يخفى على الجميع أن أوباما خصم نفسه، دائما ما يحاول جذب اهتمام مؤيديه بالحديث الدعائي عن خططه وآمالاه وإنجازاته و التشديد على ضرورة ايجاد مواطن الاتفاق وتنميتها مع مخالفيه، فلا يطعن في ذاك، ولا يحرض على ذاك، ولا يثير أفكارا خبيثة عن نوايا فلان الخفية، أو ما في كبت أم علاّن من الملايين. هو لا يشغل مجتمعه بنميمة لا تسمن ولا تغني من جوع. هو لا يقود الشباب إلى تهلكة بتحريضهم على تهديد أمن البلاد وتحول المجتمع المدني إلى غاب.
على صعيد آخر، نرى نموذجا (ناجحا) في تطبيق الخطة الأوبامية الإعلامية في الترويج لأجندتهم الخاصة استعدادا لخوض انتخابات مجلس الأمة الكويتي. عيني عليهم باردة !
هذه بعض الأمثلة العشوائية من التغريدات اليومية لمرشحينا الكرام !
الدكتور عرفات عبدالله الشعيبي، حاصل على بكالريوس وماجستير في تخصص الجيولوجيا من جامعة الكويت، ودرجة الدكتوراه في تخصص الجيولوجيا وعلم طبقات الأرض باستخدام الأحافير الدقيقة من جامعة تكساس بدالاس من الولايات المتحدة الأميريكية.
طبيعة عمله بحثية أكاديمية في جامعة الكويت حيث يقوم بعمل أبحاث متنوعة مختصة بمجالات علوم الأرض والبيئة بشكل عام سواء كان ذلك باستخدام الكائنات الحية التي عاشت من عصور سحيقة أو موجودة في العصر الحالي بالإضافة إلى تدريس مقررات والإشراف على رسائل ماجستير، بالإضافة إلى المشاركة في لجان خارج نطاق الجامعة لخدمة الوطن.
بدأ هواية التصوير في سن مبكرة حيث كان ولازال ممن يعشقون الطبيعة وكل ما أبدعه الخالق سبحانه وتعالى على وجه ، الأرض وبحكم تخصصه العلمي ازداد اهتماميه بالتصويرالاحترافي نوعا ما حيث يتطلب تصوير الصخور والطبقات من زوايا معينة تتطلب معرفة أكبر في علم التصوير. هو من الهواة الجادين في التصوير الفوتوغرافي. وعن مجال التصوير الميكروسكوبي يقول بأنه مختلف عن التصويرالاعتيادي إذ يعتمد على ما يسمى بالميكروسكوب الماسح الإلكتروني حيث يمكن رؤية تفاصيل متناهية الدقة تصل إلى قوى تكبير بوحدة النانو
سألناه عن الاسم العلمي لهذا النوع من التصوير وعن نقاط الالتقاء والاختلاف بينه وبين التصوير الفوتوغرافي، فقال:
” ليس هناك اسما محددا ولكن أستطيع القول بأن نقاط التشابه ما بين التصوير الفوتوغرافي والتصوير المجهري الإلكتروني على حد القول أنه يتم استخدام الكاميرا الرقمية لكليهما، ويمكن معالجة الصور باستخدام برامج تعديل الصور كالأدوبي فوتوشوب وغيره أضف إلى ذلك عملية تعديل البعد البؤري والقرب والبعد من الجسم المراد تصويره. يختلف عنه بأنه يتم في معامل خاصة وتكون مجهزة بتقنيات تختلف عن التصوير الفوتوغرافي و لايوجد هناك حاجة لفلاتر أو عدسات مختلفة يتم تركيبها حسب الحاجة. أضف إلى ذلك، يتم طلاء العينات المجهرية بالذهب لاحتوائه على أشعة التي توجد داخله، وهذه الأجهزة تطلق إلكترونات تنعكس من سطحها وتعطيها وضوح ونقاوة بدرجة عالية جدا.
ما الوقت الذي تستغرقه في تصوير الأحفورة أو المعدن، وتقنيا ماهي المعدات المطلوبة لذلك؟
الوقت يختلف باختلاف ما يريده الباحث من العينة التي يتم تصويرها، ولكن تتراوح فترة التصوير ما بين أربع إالى خمس ساعات يوميا لأن البحث علمي بحر لامتناه يتطلب الإمعان والتفكر فيه لفترات طويلة حتى يستطيع الباحث التوصل إلى نتائج أفضل. وبالنسبة للمعدات نستعين بالتصوير الفوتوغرافي الاعتيادي ووحدات خاصة للتصوير المجهري الإلكتروني.
كيف تصف فنيا الصور المكبرة لتلك الأحافير والصخور؟
بصراحة لا يوجد أدق ولا أجمل من فن الخالق عز وجل في التفاصيل المتناهية بالصغر في هذه الأحافير والصخور. فما نشاهده كباحثين ونعتبر من المحظوظين أن نرى إبداع وفن الله في خلقه ونحاول جاهدين تفسير علاقة هذا الجمال بما يحيطه من عوامل الطبيعة.
هل فكرت يوما بعمل معرض شخصي يمزج مابين الفن والعلم، معرض يتضمن سلسلة من هذه الصور الميكروسكوبية؟
نعم بلا شك، حاليا لدي من الأعمال البحثية والالتزامات الأكاديمية الأخرى لا تمكنني من عمل ذلك و سوف أحاول التحضير لإقامة معرض مستقبلا
ما هي الأشياء أو الأجسام التي فكرت في تصويرها و لا تمت وتخصصك بصلة بواسطة تلك التقنية؟
الفضول يتزايد باستمرار وحب المعرفة لا ينقطع، فمثلا صورت بكتيريا متحجرة على شكل عناقيد تشبه العنب. كما قمت بتصوير أعين الذبابة المركبة والعجيبة وأشياء أخرى كثيرة.
كيف أثرت تفاصيل تلك الصور روحانيا على شخصك؟ صف لنا تجربة هذا الشعور.
لقد خشعت لله سبحانه وتعالى عند استخدامي لجهاز الماسح الإلكتروني بجامعة الكويت لأول مرة. وجلست أنظر إلى التفاصيل الغريبة والموجودة بدقة صغيرة جدا في الحجم بشكل هندسي وزخارف ذات أنماط مختلفة. تتميز كل واحدة عن غيرها. وهذه البلورات التي تكون جدران وحجيرات تلك الأصداف الذي لا يتعدى حجم الواحد منها 2 مليلمترا.
وطريقة ترتيبها بزوايا ثابتة ومتساوية. ناهيك عن الشكل الذي تترتب به المعادن وتتداخل بعضها البعض وهي أساسا كانت موجودة بما يسمى بالمصهور الذي يأتي من جوف الأرض. كل ذلك وغيره الكثير جعلني إنسانا هادئا ولاأغضب بسرعة وزاد تعلقي بذات الله عز وجل وجعلني شغوفا دؤوبا للتحصيل العلمي يوما بعد يوم ومهما حاولت، يظل الله هو المعجز وما نعلم إلا نقطة في بحر، و أختم بقول الله تعالى: “وما أوتيتم من العلم إلا قليلا”.
يقول بارت:” الصورة ليست نسخة من الواقع بل جزء منبثقا منه. إنها سحر وليست فنا.”.
هذه إحدى تعاريف بارت أحد آباء السيميائية أو الدلالية. من هذا المنطلق، سأحاول أن أجيب على هذا السؤال: هل تعكس الصورة الواقع؟
الجواب على هذا السؤال بعد سرد المواقف التالية:
موقف رقم١: انظر إلى صورتك في الهوية الشخصية، ألم تقل على الأقل بينك وبين نفسك، لست أنا من بالصورة! أو صورتي تفشل؟ 🙂
موقف رقم٢: تخاصمت مع أحد أفراد عائلتك سنين، أنت تحبه، سقطت بين يديك صورته بالصدفة. كيف سترى واقع الصورة؟ هل سترى فلان يجلس على كرسي، أم فلان الذي خاصمته؟ كيف هي المشاعر (ردة فعلك) تجاه الصورة؟
موقف رقم٣: أنت تطالع الجريدة اليومية، في الصفحة الرئيسية تتصدر الخبر الرئيسي صورة عن كارثة إنسانية. في أسفل التقرير، شاهدت إعلانا عن مؤسسة خيرية تضع صورة لأحد المنكوبين وتناشد جمهور الصحيفة بالتبرع. نفس الكارثة، الفرق هو الإطار الضمني الذي وضعت الصورة فيه.
أنت تتعاطف مع الصورة رقم واحد المنشورة في الخبر، بينما مع الصورة رقم اثنين تتهم المؤسسة الخيرية بالتكسب والاستغلالية فقط لأنها لا تتماشى مع توجهاتك الفكرية.
موقف رقم٤: وضعت صورة جندي أجنبي يجر طفلا عربيا يبكي، التعليق المكتوب أسفلها: ” انظروا كيف نزعت الرحمة من قلوبهم، إنهم يقتلوننا “
ملاحظة: جسد الطفل في الصورة ليس كاملا، اقتطع من قبل المصور و ترك رجل الطفل خارج إطار الصورة والتي كانت عالقة ببعض الأسلاك. الواقع الذي رآه المصور هو عملية إنقاذ. الواقع الذي نراه، جندي مسيحي كافر يعذب أطفال المسلمين الأبرياء.
لهذه الأسباب يستوجب على من يرصد الحياة العامة التروي في اختيار عناوين أعماله. اختيار عنوانا وصفي مباشر يعني أنك اخترت إطار الوثائقية. اختيار عنوانا ساخرا أو عنوانا تأمليا من وحي الخيال يدخلها في إطار الفنية. اللا عنوان يجعل الصورة في منطقة رمادية. وكأنك تترك للمشاهد حرية القرار. تريدها وثائقية، تريدها فنية؟ على كيف كيفك يا مشاهد 🙂
من هنا نجد أن مفهوم الواقعية في التصوير الفوتوغرافي لا يعني مطابقة الصورة مع الأصل.
واقع الصورة هو واقع تفاعلي يتكون من عناصر عديدة، مثل، الخلفية الفكرية للمصور، اختيار المصور لزمن الالتقاط و تكوين الصورة، السياق التي وضعت ضمنه الصورة، طريقة استقبالك للمعلومات التي تحملها والحالة النفسية التي كنت بها أثناء المشاهدة، الفكرة التي تعززها في مخيلتك وردود أفعالك.
أيهما أفضل وأكثر استحقاقا للتقدير، فن الرسم أم التصوير الفوتوغرافي؟ سؤال أثار جدلا عقيما ولم يأت أطرافه بالجديد. هذا الجدل القائم حولهما ولد مع بداية صناعة التصوير الفوتوغرافي. من يقف بجانب الرسامين سينحاز إليهم، ومن ينحاز إلى الفوتوغرافيين فسوف يقول بأن التصوير أفضل. تلك هي ببساطة الإجابة على السؤال المطروح في المقدمة.
.
.
يحكى أن “رسم” ماهر في استخدام الألوان والريشة والخامات. اكتسب رسم مكانة مرموقة بين الناس لمهارته في توثيق الطبيعة وأشكال الحياة العامة ورسم الملوك والشخصيات الهامة والتعبير عن العقائد. لم تكن آنذاك شقيقته الصغرى “فوتوغرافيا” ناضجة بما فيه الكفاية لتثبيت ما تصنعه من انعكاسات بصناديقها المعتمة على ورق أو زجاج. وحالما اكتشفت الطريقة التي تمكنها من تحويل انعكاس الضوء إلى صورة ملموسة، اشتهرت في توثيق الناس والأماكن والمهن وكان شغلها الشاغل هو الوصول إلى أعلى درجات الدقة للحصول على صورة قريبة من الواقع.
استعان بها شقيقها “رسم” الفنان في صناعة لوحاته. في تلك الفترة، عرف التاريخ لوحات تتشابه في تكوينها وأبعادها وحتى أخطائها بالصور الفوتوغرافية. وعلى قدر السعادة التي غمرت فوتوغرافيا لما لاقته من شهرة، لم تكن ترغب في أن يتمكن العامة من استخدام تقنياتها العلمية الكيميائية وتداولها بسهولة. حاولت فوتوغرافيا بشتى الطرق لأن تتميز عن التصوير التجاري، ولكي تبقي التصوير فنا للنخبة، دفعت بنفسها وأصدقائها “البكتورياليين” إلى منافسة ومحاكاة أعمال أخيها رسم بإنتاج صور شبيهة باللوحات،(فوتوشوب أيام زمان)، مبتعدة عن الأشكال الواقعية للأشياء لأنها أحبت أن تلقب بالفنانة كأخيها الفنان رسم.
.
لم تمنع فوتوغرافيا البكتوريالية تدفق الكاميرات إلى السوق، لكنها وأصدقاؤها الأوائل، استطاعت وبجدارة وضع أسس متينة ومعايير واضحة لا تزال تستخدم إلى الآن في تحديد جودة الصورة و نجاحها فنيا و تقنيا واستحقت أن تكون فنا مستقلا بذاته بعيدا عن الرسم.
.
رسم وفوتوغرافيا صارا يعرفان طريقهما جيدا، لكل منهما أدواته، وتقنياته وقوانينه. توصلا إلى هدنة تقضي باحترام كل منهما الآخر لطالما وحدتهم رسالة سامية وألفت مابينهم المشاعر الإنسانية. لكن أصدقاء رسم وأصدقاء فوتوغرافيا الجدد لا يزالون في عراك.
. معلومات تاريخية: بدأت الحركة الرومانسية في أوروبا وأمريكا في آواخر القرن الثامن عشر وامتدت إلى النصف الأخير من القرن التاسع عشر، وهي حركة اشتملت على عدة مجالات، كالرسم والنحت والموسيقى. في أوائل القرن التاسع عشر عرفت مجموعة من المصورين بانتمائهم إلى “الرومانسية الحديثة“ (بكتوريالية رومانسية) أرادت تقريب التصوير الفوتوغرافي وأحد رموزها المصور روبيرت ديماتشي، الذي كان ممن اشتهروا بصورهم الفوتوغرافية في محاكاة اللوحات الفنية. (شاهد الصورة بالأسفل).
.
.
ومع أواخر القرن التاسع عشر، ضعف تأثير هذه المجموعة المنتمية إلى الرومانسية الحديثة. بعدما تغلب عليها المصورون المنادون بالواقعية و اختاروا مجاراة “التكنولوجيا الحديثة في التصوير” آنذاك التي أصبحت من السهل تداول أدواتها و موادها. لكن معامل التحميض والطباعة التجارية لم تظهر إلا في بداية القرن العشرين. لقد كان التصوير الطبيعي Pure or Straight photogrpahy المسيطر الأكثر تطورا وحداثة!
رؤيـة شـخـصية: الواقع الحالي يشهد القصة مقلوبة، دعاة الفن الرقمي (الديجتال فوتوغرافي) ومحبي التلاعب بالصور يتهمون المصورين الواقعيين – إن صح التعبير – بأنهم يميلون إلى محاربة التكنولوجيا بإبقاء التصوير على حاله. بما أنها قصة مقلوبة. فهل تدور عجلة التاريخ وتنقلب عربة تكنولوجيا الفوتوشوب على أصحابها؟ هل تستشعرون معي عودة قوية محققة للتصويرالفوتوغرافي الصرف Straight photography ؟ وإن حدث، هل أنتم مستعدون لمجاراة التكنولوجيا “الحديثة”؟ وكيف يمكن لجهاز هاتف متنقل كالآيفون أن يشجع على عودة التصوير الفوتوفرافي الأصيل؟
أحببت في هذا الموضوع أن أعرض على قراء تصويري جانبا بسيطا من تاريخ العلاقة بين الرسم والتصوير. وبداية انتشار التصوير الفوتوغرافي بأسلوب قصصي يسهل هضمه. وأتمنى أن أكون قد وفقت في ذلك
مصور هاو أم محترف؟ .. الجميع يتفق على أن هناك أيام وشهور أو سنوات أحيانا تمر دون أن يحمل كاميرته. وأكثر ما يغيض المصور المحترف سؤال الناس عما إذا قرر ترك التصوير وكأن الكاميرا سيجارة يدخنها !
إنهم لا يعلمون بأن المصور كما الرسام، يحتاج إلى ما يستنهض أحاسيسه بقوة، يحتاج إلى محفز لهمته المفتورة التي تبيت عائقا يحول بينه وبين ما يحب أن يفعل دائما. والفنانون مرهفو الحس، يمكن استثارتهم بكل سهولة. إن أبسط الأساليب و الأشياء من شأنها إيقاظ ذاك الحس الفني و اللياقة التصويرية التي فقدت بسبب الإحباط أو ضغوط الحياة، أو أي سبب آخر. النصيحة الأولى التي أقدمها لكم هي ألا تنتظروا الحافز أن يأتي من الخارج. لن يقدم لك أي شخص همة جاهزة على طبق من فضة. قم بتلك الإجراءات البسيطة بنفسك وكن أنانيا بعض الشيء حينما تريد استقطاع وقت من يومك للقيام بذلك. استلمت مرة رسالة من فتاة كانت مصورة واعدة، تقول بأنها لم تعد تهتم بالتصوير “فجأة” و أنها تقطع كل صلتها بالكاميرا ! إنه أمر محزن بلا شك أن نرى من “يعتزل” التصوير في وقت يكاد لا تخلو فيه أجهزة الهواتف الذكية من الكاميرات ! و غريب من ناحية لأنه لم يعد هواية مسلية فقط. أصبحت الكاميرا أداة لا يمكننا الاستغناء عنها في حياتنا اليومية للتوثيق بشتى أنواعه.
لن ألقي عليكم بسحر وقد لا آتي بجديد، الجديد هوأن نستخدم الطرق أو إحداها كلما تبادر إلينا شعور ” ما عدت أحب التصوير “. كيف تستعيد لياقتك التصويرية في يوم واحد و ببساطة؟
قبل الإجابة على ذلك السؤال.. أذكر أهم الأسباب التي تؤدي إلى تداعي همة المصور وهي بنات أفكاره ! .. أجل .. فمن ضمنها
أنا مصور جاد جدا ،، بريستيجي لا يسمح لي بالتصوير بكاميرا الآيفون أو كاميرا كومباكت
أنا مصور معروف و لي قاعدة جماهيرية عريضة على الانترنت (فقط الانترنت) آخر عمري أصور كوب؟
أنا متخصص ويستحيل أن أصور أشياء لا تدخل في إطار تخصصي .. هذا كلام مقبول فقط لو كان القصد من التصوير عملا تجاريا، التخصص هنا مطلوب
كما ترون، هذا التبلد الحسي تجاه الكاميرا سببه أنت بعض الأوقات. كيف يمكنك الخروج منه و الانتقال من حالة الركود إلى ذاك الشعور الأول الذي عرفته كلما حملتها بين يديك؟
أولا: برنامج إنستاجرام Instagram for iPhone
فليكر مصغر، مجتمع تصوير يتساوى الهاوي و المبتدئ و المحترف فيه بالحقوق و الواجبات. لا حرج من نشر صورة مهزوزة فيه، أو صورة خاصة، لا يقلق فيه المصورون من أصدقائهم المزعجين كما في الفيسبوك أو تويتر الذين يهزؤون بهم لمجرد نشر صورة لكوب القهوة أو طبق المجبوس الذي أمامهم و يسألونهم عن الهدف من نشر تلك الصورة !
إنستاجرام مساحة حرة، و برنامج سهل الاستخدام، وبه مجتمع رائع بانسجامه. إن رسائل التنبيه الهادئة Notifications التي تأتيك من ذاك البرنامج بين الفينة و الأخرى كلما قام أحدهم بوضع Like على صورتك يمكن أن يصل عددها إلى عشرات المرات في يوم واحد، حسب عدد أصدقائك و حسب شعبيتها له أثر نفسي بالغ على المصور.
كلما ظهرت على شاشة هاتفك تنبيهة تقول بأن فلان أعجب بصورتك و فلانة أعجبت بصورتك، وأنت بالمنزل، في مكان عملك، أو في أي مكان كنت، تبتسم و إن لم تظهر ملامح تلك الابتسامة على وجهك. شعور إيجابي خفي بالرضى يتغلغل نحو أعماق عقلك الباطن يعقبه اشتياق دائم لحمل الكاميرا و التقاط المزيد من الصور. إنه أشبه بالعلاج النفسي الذي يتطلب منك النظر بالمرآة كل يوم و ترديد عبارات إيجابية مثل ” أنا جميل ” “أنا حمش” “أنا أحب التصوير” 🙂
ثانيا: الأفلام الوثائقية و الفنية
نتجه عادة إلى السينما بحثا عن الإثارة التي نفتقدها في حياتنا اليومية. إن في كل منا بطلا خياليا يعيشه وقد يتجسد ذاك البطل في قصة هوليودية أو فيلما يحكي عن واقع أناس قد عاشوا ذلك بالفعل بأزمنة و أمكنة مختلفة. أحيانا لا نحتاج سوى مشاهدة فيلم عن حياة مصور و تاريخه الفني لإشعال فتيل الهمة و الرغبة في تحقيق نجاحا مماثلا أنت بطله. لذا سأقترح عليكم عددا من الأفلام التي شاهدتها شخصيا وكان لها أثرا بالغا في نفسي و توجهاتي
1- Everlasting Moments كيف حولت الكاميرا حياة ربة منزل تعيش وسط ظروف قاسية إلى مصورة محترفة و سيدة أعمال .. دراما مبنية على قصة واقعية
2- The Genius of Photography فلم وثائقي عرض على تلفزيون البي بي سي على سبع حلقات، لا أستطيع اختصار الفوائد التي ستجنيها و المعلومات التي سوف تتعلمها و المتعة من مشاهدته.
3- President’s Photographer: 50 Years Inside the Ovalفلم جديد أنتج عام 2010 يسلط الضوء على المصور الشخصي لحياة الرئيس الأمريكي باراك أوباما كما يستعرض أعمال مصورين لرؤساء أسبقين.
4- Born Into Brothels مصورة وثائقية شابة تقوم بتعليم المشردين من الأطفال الهنود حب الحياة من خلال التقاط الصور. لهذه المصورة رسالة إنسانية عظيمة عندما تخطى دورها في تعليم التصوير إلى جمع المساعدات على مستوى عالمي لإدخالهم المدارس و محو أميتهم
ماذا تنتظر؟ قم باتخاذ أسهل إجراء للتخلص الآن من حالة ” مالي خلق، كرهت التصوير، ماكو شي أصوره” ولا تنسوني من دعائكم 🙂
حينما أريد تبسيط تاريخ التصوير الفوتوغرافي أبدأ بسرد الحكاية من بعد اختراع الكاميرا حيث استطاع عدة مصورين تحويل صناعة الصورة الفوتوغرافية إلى فن ينافس من جهة و يكمل من جهة أخرى الفن التشكيلي، و مع مرور الوقت أخذت صناعة التصوير الفوتوغرافي إلى اتساع و صغر حجم الكاميرات و توفرت معامل تحميض و طباعة الأفلام لجميع الناس. هذا التوجه التجاري لم يلقى استحسانا من بعض رواد التصوير الفوتوغرافي مما حدا بهم لللجوء إلى أساليب كيميائية غريبة يتفننون بها في تحويل صورهم إلى أعمال أقرب ما تكون إلى اللوحات الزيتية. السبب في ذلك، لاعتقادهم بأن فن التصوير يجب أن يظل فنا نخبويا رافضين مساواتهم بمصوري الكاميرات التجارية. و منذ انفتاح الناس على التصوير التجاري و إلى يومنا هذا انقسم المصورون إلى فئة تحب أن تواكب التطور و تحقيق أرباح و نتائج سريعة و مضمونة، و فئة ترى بأن الأساليب القديمة في التقاط الصور هي الأكثر جاذبية و الأعلى قيمة للصعوبة النسبية في استخدامها إذا ما قارنّاها بالكاميرات الأحدث منها. هي معركة فنية أزلية كلا أطرافها على صواب. و منذ سنوات شهدت كاميرات اللوموغرافي عودة قوية بفضل الذكاء التسويقي الذي يحاكي حنين الجماهير إلى الماضي و ربطه ما بين شراء تلك الكاميرات و الموضة الدارجة. لذا ليس بمستغرب توفر تلك الكاميرات في محلات بيع الملابس الجبسي أو البوهيمي المستوحاة من التصاميم الغجرية.
في كل الأحوال لابد و أن تظهر فئة “وسط” تحب أن تجمع و بالحلال ما بين الاثنين، القديم و الحديث و هذه الفئة تجد كثير من أفرادها من يمارس طقوسه التصويرية بهدوء بعيدا عن المجتمعات الفوتوغرافية، فئة أحبت التصوير الفوتوغرافي حب قيس لليلى و حب روميو لجولييت، حب الطفل للطيور وحب القطو للصبور 🙂
التقيت عبر الشبكة الالكترونية بمصورتين كويتيتين، المصورة ندى المرشد و المصورة ThExpat المغتربة التي ترفض الإفصاح عن هويتها، كلتا المصورتان رغم بداياتهما المختلفة، اتفقتا على أمر واحد وهو هوس التصوير الضوئي التناظري!
بدأت ThExpat مشوارها في سن السادسة عشرة. تقول المصورة: ” كنت أحمض الأفلام بغرفة نومي و لمدة سنتين و أحببت ذلك كثيرا، فللصورة الناتجة طعما خاصا. توقفت بعد ذلك لمشاغل الحياة و الجامعة و الزواج. أما ندى المرشد فقالت بأنها تدين بالفضل في بدايتها عام ٢٠٠٧ و تطورها في هذا المجال إلى مجتمعات التصوير الانترنتية و قد حصلت على أول كاميرا عندما كانت طفلة لم تتجاوز الأحد عشر عاما. تقوم المرشد بعملية المسح للنيجاتيف الفيلم وتخبرنا بأنها لا تقل أهمية عن أي عملية أخرى من مراحل إخراج الصورة. و تقول: ” كل ما يهمني السيطرة التامة على النتيجة النهائية لأن الصور ما هي إلا نتاج رؤيتك الخاصة في الحياة و من الهام أن تظهر بالشكل الذي أرغب به.”
سألت المصورتين عن أنواع الكاميرات التي استخدمتاها، أجابت المغتربة ThExpat: ” أول كاميرا كانت canon AE-1 و بعدهاNikon F90, افضل الكانون والآن اشتريت Fuji Natura classica وهي صغيرة الحجم من نوع point and shot ومن ميزاتها التصوير حتي في الاضاءة الخافتة، هي دائماً في حقيبتي. اطلب فقط تحميض الفلم وأجري عملية scan في البيت لتعطيني شعور التحميض وظهور الصورة للمرة الأولى.” تفضل المصورة استخدام فلم أسود و أبيض من نوع ILford, أما ندى فإن أفضل الأفلام التي تحب استخدامها هي الأفلام المنتهية الصلاحية، “لا تدري مالذي تخبؤه لك هذه الأفلام من تأثيرات جمالية”.
و تقول بأن لديها الكثير من الكاميرات الفلمية و الرقمية، لكنها تجد نفسها عندما تصور بالفلمية منها. لهذا انحصرت أعمالها خلال السنتين الماضيتين على الصور الفلمية و تعلل ذلك بأن هذه الطريقة تجبرها على تقدير كل إطار أو شريحة تحملها الكاميرا و تقول: ” أحاول أن أكون دقيقة و حذرة جدا أمام الفرص القليلة المتاحة أمامي للتصوير اللحظي لأنني أقدر محدودية عدد المرات التي يمكنني التصوير بها على الفلم الواحد. المصور الجاد لا يتلقط الصور، إنه يصنعها.” و قالت أيضا: ” أنا من العصاميين علمت نفسي على أساسيات التصوير بكاميرات مانيوال ( غير أوتوماتيكية ). ثلاث كاميرات لا يمكنني العيش من دونهم، Canon rebel Xsi وهي التي أبقيها دائما بحوزتي حينما ينضب مخزوني من الأفلام، كاميرا Nikon FM10 أو كما أسميها كاميرا العودة إلى الأساسيات. و أخيرا و ليس آخرا، حبيبتي Holga CFN120، تلك الأخيرة التي أجري بها معظم تجاربي على الأفلام.
.
لدى ThExpat أرشيفا رائعا من الأعمال الوثائقية التي تضاهي مستواها أعمال مصوري منظمة ماجنوم الشهيرة و تشبه أعمال فوتوغرافية لمصورين عالميين مثل هينري كارتييه Henri Cartier و ريتشارد كالفار Richard Kalvar.، و هي تعترف بانجذابها نحو توثيق حياة الشوارع و المدن، قامت بتصوير مدن عديدة منذ الثمانينات، حيث وثقت الحياة في إيطاليا و الكويت و المملكة العربية السعودية، تحديدا في مكة. كما صورت حياة المدن في دول شرق اسيا و أوروبا. و تقول بأن اختلاطها مع الناس ساعدها على التعرف عن كثب على عاداتهم. “الصينيون كانوا الأصعب في التعامل أما الأسهل كان الأوربيون خاصة القبارصة”.
.
ندى المرشد من جهة أخرى أدت بالعام الماضي فريضة الحج، حرصت أن تخرج من رحلتها بمشروع مصغر توثق به مشاهداتها و ملاحظاتها للبيئة التي أحاطتها بتلك الرحلة. لم يكن هذا المشروع الوثائقي اعتياديا، إذ برزت بصمتها المتفردة على مجموع الصور التابعة للمشروع و التي مزجت ما بين السيريالية و الواقعية. طلبت منها التعبير بأسطر قليلة عن رؤيتها الفنية لمشروع رحلة الحج الذي أسمته “الحج: رحلة عبر عدسة بلاستيكية”، فقالت: ” كلما بحثت في غوغل عن صور للحج، غالبا ما أحصل على صورا عامة بانورامية للكعبة. أردت أن أعبر عن واقع التجربة و حقيقة ما يحدث هناك، وتحديدا عن أكثر اللحظات و الأشياء التي استوقفتني و أثارت اهتمامي شخصيا. أخذت على عاتقي توثيق لحظات الطواف و رمي الجمرات ضمن إطار شخصي أحفظ به ذكريات المرة الأولى التي أؤدي بها تلك الشعائر العظيمة. و السبب في تسمية هذه السلسلة بالـ”الحج: رحلة عبر عدسة بلاستيكية” هو كوني كنت الأكثر راحة و ثقة مقارنة بغيري من المصورين آنذاك بفضل استخدامي للهولقا و عدستها البلاستيكية التي قررت أن تكون رفيقي المخلص خلال الأسابيع التي قضيتها في مكة.”
لم الابتعاد عن مجتمع التصوير؟
أجابت المغتربة ThExpat: ” لم أكن في هذا المجتمع من الأساس، ففي الثمانينات كان عدد المصورين أقل من الآن، ولم أتعرف على أحد يشترك معي باتباع هذا النوع من التصور، و بالنهاية أنا هاوية فقط.
و كان جواب المرشد: ” أفضل أن أنشر أعمال و أتقاسمها على شبكة الانترنت بدلا من الاشتراك في نوادي التصوير المحلية، و أعتقد أن مجتمعات فن التصوير على الانترنت كفليكر أو ديفيان آرت يمكنانني من الوصول إلى أكبر عدد ممكن من المتذوقين و الفنانين.”
شاهدت لقاء تلفزيون الوطن مع مجموعة من مصوري الكويت المحترفين الذين أبوا ألا يكون لهم دور في تصحيح ما أشيع عن منع التصوير بدولة الكويت. كلمة حق تقال، في الحقيقة، كثير من المصورين لم يرضى أن يقف ساكنا وسط الزوبعة العالمية التي كادت أن تودي بسمعة بلد بأكمله في ما يتعلق بالحقوق و الحريات الفردية. و شخصيا من خلال متابعتي للفيسبوك عرفت بخبر تعذرأحد المصورين حضور اللقاء لأسباب خارجة عن إرادته. إن هذا الاجتهاد منكم يعبر عن جديتكم و احترامكم لهذا المجال كهواية و احتراف و فن، فشكرا لكم حسنا فعلتم.
بالطبع فإن كل ما ينشر في وسائل الإعلام يقابله ردود أفعال مختلفة، و عدد من المصورين أجمع على أن أسرة إعداد برنامج صباح الوطن حادوا بأسئلتهم الموجهة للضيوف عن القضية الرئيسية، ذكرني ذلك برسالة تلقيتها من إحدى الصحفيات من إحدى الدول الخليجية التي وجهت إلي دعوة بإجراء لقاء صحفي عبر الإيميل مع مجموعة من الأسئلة التي ما إن قرأتها حتى عرفت بأن اللقاء لن يخدمني في شيء و سيكون فقط حشوة كلامية مع شوية صور!
بدا واضحا أن ما جاء في لقائها يدل على عدم إعداد مسبق، حيث أنها وجهت لي اسئلة لا دخل لي بها لا من قريب ولا من بعيد. تضمن اللقاء اسئلة تدور عن تصوير اللاندسكيب و الماكرو، و أنا تخصص تصوير وثائقي Documentary و تصوير معاصر Contemporary.
و احتوى كذلك اللقاء على اسئلة الكليشيه المعروفة إجاباتها مسبقا و التي لن يستفيد منها المصور، على سبيل المثال: ” أول صورة لك، ما هي ردة فعل أهلك و أصدقائك تجاهها؟ “
يعني أكيد بايخة ! 😀
كما وجهت إلي سؤالا، كان القشة التي قصمت رأسي، و ما في داعي أذكره !
اعتذرت من اللقاء، احتراما لنفسي و حبا لفن التصوير الذي لا يدرك البعض أهميته و تاريخه كصناعة و فن بتوجيه هذا النوع من الاسئلة للهواة و المحترفين على حد سواء.
تذكرني هذه الاسئلة، بالتي توجه للمطربين، من هو أول شخص يغني سمعته و أنت صغير؟ ولا واحد فيهم قال “ أمي ” 🙂
طيب يا عذوب، كيف كان ردك على الصحفية؟
قلت لها، تجدين الإجابة على كثير من الاسئلة موجودة في سيرتي الذاتية و بصوري الفوتوغرافية، و تمنيت ألا تكون الاسئلة عامة، بل مركزة على موضوع معين و متخصصة في مجالي لما في ذلك من منفعة لكلتينا.
باختصار ،، لم يكن اعتذاري المرفق مع بعض الملاحظات محط الإعجاب ( ما يازلها ) 😀 زأرت كالأسد، ومنت بالجميل الذي أنكرته، و أنها ” جزاها الله خيرا، اللي تبي ” ترزني” ،، إلى آخره من الكلمات التي إن دلت على شيء فإنما تدل على أخلاقياتها الصحفية و الشخصية الراقية ! هداها الله. 😀
لقاء الوطن مع المصورين مطلقي الإشاعة، و لقاء الوطن مع زملائي المصورين يوم أمس لا يختلفان كثيرا عن أسئلة تلك الصحفية ولا يختلفان عن مئات اللقاءات الصحفية و المتلفزة التي أجريت مع المصورين من قبل. متى سينظر الوسط الإعلامي نظرة جادة إلى التصوير الفوتوغرافي و يكف الصحفيون و معدو البرامج عن أسئلة الكليشيه؟
.
.
———-
تم تحديث الموضوع بناء على طلب المصور خالد الحقان، إليك الرابط يا بو دلال 😀
المسح القطعي Slit scan photography تقنية يصل عمرها إلى مئة عام تقريبا، واعتمد عليها في التصوير العلمي، الهندسي و السينمائي. يمكن تعريف هذه التقنية الفوتوغرافية على أنها تسجيل أجزاء قصيرة و ضيقة جدا من التغييرات التي تحدث في مجال الرؤية على مدى فترة من الزمن. تقنية المسح القطعي الفوتوغرافية ترصد التحركات أمام الكاميرا و تجعلها ساكنة و تخفي تماما كل الأجسام الساكنة بمزيج من الخطوط المستقيمة عن طريق تراكم عدد من الإطارات العامودية من اليمين إلى اليسار و العكس. يحافظ المسح القطعي على طول ارتفاع الإطارات في حين يستبدل العرض بالوقت الذي مر على مكان التصوير.
.
قامت وكالة ربارب ربارب البريطانية للتدريب و التطوير الفوتوغرافي بتبني مشروع ” السير معا – Walking as one ” في مدينتي لندن و بيرمنغهام. كنت أحد المدعوين للمشاركة بالظهور في الصورة كأحد المشاة في يوليو الماضي، لكنني لظرف ما لم أتمكن من الحضور. هذا المشروع يقوم على تقنية المسح القطعي. المصور آدم ماغيور Adam Magyar، هنغاري مقيم في برلين جاء خصيصا لتنفيذ المشروع و عرضه بحجم ضخم جدا بتصوير آلاف اللقطات خلال ثانية واحدة و وضع كل صورة بحجم واحد بكسل فقط لا غير بشكل عامودي من اليسار إلى اليمين جنبا إلى جنب.
.
تعرض الصورة الضخمة في سنتناري سكوير ببيرمنغهام لكنني لم أتمكن من تصويرها بمفردها بعد أن قام عمال البناء بوضع حاويات غطت العمل. أشوة إني ما شاركت :p
.
.
هناك من برز في استحداث أفكار من هذه التقنية القديمة، و مؤخرا قام المصور الأمريكي جي مارك جونسون Jay Mark Johnson بتصوير مشاهد رائعة للراقصين و لاعبي التاي تشي و الحياة في الشوارع و الحقول و أمواج البحر، و تباع في الموقع الشهير آرت نت.
.
لا تحتاج لشراء كاميرا جديدة لتجربة هذه التقنية، يمكنكم تحويل كاميراتكم إلى آلة تصوير المسح القطعي من خلال تركيب ملحق يسمى Matte Box, بحث صغير على الانترنت يأتيكم بتعليمات التركيب و التصوير خطوة بخطوة 🙂